لغات أمازيغية
الأمازيغية أو Tamazight هي إحدى اللغات الأفريقية الحية، ويتحدث بها الأمازيغ وهم سكان شمال أفريقيا بالإضافة إلى بعض المدن الأوروبية نتيجة هجرة الأمازيغ إلى أوروبا خاصة إلى فرنسا حيث يشكل الأمازيغ الجزائريون والمغاربة شريحة مهمة من المهاجرين وأيضا في هولندا وبلجيكا وألمانيا حيث يشكل الأمازيغ المغاربة أحد الشرائح البارزة فيها. كما أن الغوانش في جزر الكناري كانوا يتحدثون بالأمازيغية قبل أن يقضي الاستعمار الإسباني على اللغة الأمازيغية فيها. والغوانش على الرغم من كونهم قد أصبحوا إسبانيي اللغة إلا أنهم ما يزالون يرون أنفسهم أمازيغيين ويسعى الكثير منهم إلى إحياء ودعم اللغة الأمازيغية في جزر الكناري. من أشهر ملوك الامازيغ القدامى الذين تكلموا الأمازيغية: يوغرطة وشوشناق وماسينيسا ويوسف بن تاشفين.
العائلة اللغوية
اللغة الأمازيغية هي لغة شمال أفريقية حسب جل الباحثين أي لغة حامية. وعلى العموم فإن الأمازيغية هي لغة حامية كالمصرية القديمة وغيرها من اللغات الحامية، حسب الاتجاه السالف الذكر. ويذهب الباحث اللساني الدكتور محمد المدلاوي في مقال له حول مبادئ المقارنة اللغوية السامية الحامية منشور في العدد الأول من مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة-المملكة المغربية، إلى إمكان اعتبار الأمازيغية متفرعة مباشرة من اللغات السامية، وأن بالإمكان الوصول إلى إعادة بناء اللغة السامية الأم انطلاقا من المقارنة بين اللغة العربية القديمة واللغة الأمازيغية، وقدم لذلك أمثلة عديدة، ومنهجية علمية دقيقة للتوصل إلى إعادة بناء الإرث المشترك بين اللغتين. غير أن بعض الباحثين كأحمد بوكوس يرون أن الأمازيغية ليست حامية ولا سامية وإنما لغة مستقلة بذاتها ويرى كارل برسه أن الأمازيغية لغة متأثرة باللغات الأفريقية الآسيوية أي الحامو-سامية وأن الكلمات المشتركة بين اللغات الأفريقية الآسيوية هي ثلاثمائة كلمة، وهذا يعني أنه ليس هناك من علاقة جذرية بين هاتين المجموعتين.
إذا كان الخلاف قائما حول العلاقة اللغوية بين العربية والأمازيغية، فإن التفاعل اللغوي بين العربية والأمازيغية يتضح بجلاء بعد الفتح الإسلامي، فبعض الأمازيغ تعربوا، وبعض العرب تمزغوا، أما الأمازيغ غير المعربين فيستعملون كلمات عربية خصوصا في مجال الدين والعبادات إضافة إلى كلمات لاتينية في مجال التجارة والعمل. كما أن تأثير الأمازيغية في اللهجات العربية المغاربية واضح بجلاء صوتا وصرفا وتركيبا ودلالة، وذلك نتيجة قرون طويلة من التفاعل بين اللغتين على ألسنة الساكنة المحلية عربية كانت أو أمازيغية.
اللهجات الأمازيغية
عن الأمازيغية 9 لهجات أو تنوعات أساسية، أما بقية اللهجات فهي شبه متطابقة فيما بينها. وكل هذه اللهجات تتحد في القاعدة اللغوية المشتركة بينها ويمكن للناطق بأحد اللهجات الأمازيغية أن يتعلم اللهجة الأخرى في أيام إذا كان يتقن لهجته الأم كما يرى الباحث المستمزغ الفرنسي أندري باسيه. ولقد بدأ العمل على معيرة اللغة الأمازيغية حتى يصطلح الناطقون على لغة موحدة تمهيدا لالاعتراف الرسمي باللغة الأمازيغية الذي يطالب به الأمازيغ في المغرب والجزائر ومالي والنيجر.
وأهم لهجاتها:
* اللهجة الشاوية (الجزائر)
* اللهجة القبائلية (الجزائر)
* اللهجة الزناتية (الجزائر، المغرب)
* اللهجة السوسية (المغرب)
* اللهجة الريفية (المغرب)
* اللهجة الأطلسية (المغرب)
* اللهجة المزابية (الجزائر)
* اللهجة الشناوية (الجزائر)
* اللهجة الزوارية (ليبيا)
* اللهجة النفوسية (ليبيا)
* اللهجة الغدامسية (ليبيا)
* اللهجة السيويه (مصر)
تأثير الأمازيغية على اللهجات المغاربية
أن العربية والأمازيغية تمازجتا وتكونت منهما اللغة الدارجة إلا أنه يجب أن ننبه إلى أن هناك كثيرا من المفردات الأمازيغية دخلت إلى العربية بحيث نجد علماء اللغة العربية وواضعي القواميس لا يشيرون إطلاقا إلى ذلك إلا في الحالات النادرة جدا بل يضفون الطابع العربي المحض على ذلك بالرغم من أن الكثير من هذه الألفاظ وخاصة المنحوت منه لا يستطيعون طمسه وإخفاء حقيقة أصله الأمازيغي. نجد في بعض القواميس العربية يذكرون الأصل الفارسي واليوناني وحتى السرياني إلى غير ذلك من اللغات بالرغم من التمازج الحضاري بين المشرق والمغرب وأربعة عشر قرنا من الإسلام ֵغزوات للأندلس والخلافة الفاطمية وأحداث كثيرة إلا أن التعصب وعقدة التفوق أضاع الأمانة العلمية[بحاجة لمصدر] بل نجد الكثير في عصرنا هذا يستعملون كل الحجج والبراهين لإثبات أن الألفاظ الأمازيغية أصلها عربية ونسوا أن واضع أقدم قاموس عربي (لسان العرب) هو ابن منظور ألم يتأثر هدا بيئته الأمازيغية لقد ذكر الأقدمون بعض ألألفاظ الأمازيغية التي دخلت إلى اللغة العربية ومنهم " جلال الدين السيوطي"، وتجدر الإشارة إلى أن لهجات الشمال الأفريقي أو اللهجات العربية المغاربية متأثرة بشكل كبير باللغة الأمازيغية، ويظهر ذالك في الأسماء والكلمات الأمازيغية التي تستعمل في اللهجات العربية المغاربية، بل حتى أن الطبيعة المورفولوجية للهجة المغاربية ومن أمثلة التأثير في اللهجات العامية هو قواعد النحو: النسبة للإضافة ففي العربية تتم من غير أداة وإنما بالإعراب مثل " أموال محمد " بينما في الدارجة نقول " المال نتاع محمد " (نتاع = أداة إضافة) وتنطبق تماما على صيغة الإضافة في الأمازيغية " آقل ن موحند ".
و الملاحظة أيضا أن النفي في الدارجة هو نفسه في الأمازيغية، ينفي الفعل بوضعه بين وحدتين "أور"... مثل (أور سويغ شا) في الأمازيغية، (ما شربت ش) في الدارجة بينما ينفي في العربية بأدوات تسبق الفعل (لم، لا، لن حسب الحالات) والملاحظ أيضا أن شبه الجملة في العربية الدارجة تنفي مثل الفعل لأن في الأمازيغية الفعل وشبه الجملة ينفيان بنفس الطريقة مثل " أور غري ش) بينما في العربية الفصحى تنفي بالأداة " ليس".
كما لا يوجد مثنى في الدارجة مثل ألأمازيغية تماما مثل " شربو = سوث " لاثنين أو أكثر بينما في الفصحى يفرق بين المثنى والجمع " أشربا للاثنين وأشربو ا لأكثر ".
الأمازيغية في الواقع الأمازيغي
اللغة الأمازيغية لغة قائمة في حد ذاتها وهذا ما أشارت اليه الأبحاث الأخيرة وخاصة في منطقة الطاسيلي في الجزائر وبعد التحليلات الكربونية للرسوم القديمة إتضح أنها تعود إلى العصر الحجري القديم 30.000سنة وحسب ما أكده المؤرخ الإنجليزي كارل بيرنارس أن ظهور اللغة الأمازيغية يعود إلى 10.000سنة ق.م واللغة العربية إلى 100سنة قبل ميلاد محمد دليل أن اللغة الأمازيغية لغة قديمة قائمة في حد ذاتها أما من إتجه للأصول الأروبية والعربية للأمازيغ وذلك لعدة أسباب سياسية ولتحطيم اللغة الأمازيغية وباعتبار ثمازغا بوابة أفريقيا وتصديها للاحتلالات المتعاقبة على مر العصور مما نتج عنه تزييف التاريخ الأمازيغي من طرف المؤرخين العرب والأروبيين نظرا لغياب الموضوعية لدى الؤرخين العرب في حدذاتهم إلى إنساب اللغة الأمازغية للعربية فهذا الغطاء إعتبره المؤرخون الأروبيون مهزلة تارخية وهدفها السياسي واضح وخاصة ما قدمته الأبحاث الحديثة في مركز الأبحاث في المغرب الأقصى إلى الرزمة الوراثية للأمازيغ e3b2 وهي الصفة السائدة لدى سكان شمال أفريقيا أما اللغة العربية فهي لغة دخيلة على السكان بدافع الدين الإسلامي ومع مرور الزمن ستختفي تلك العلاقة ليعرفها العرب والأمازيغ المعربين في حد ذاتهم أنها لغة لا علاقة لها بالعربية أبدا والمثل على ذلك (الفارسية -العربية) (الأصل - الفرع) ولماذا لا يوجد الشبه في اللغتين الأمازيغية والعربية اللغة الأمازيغية تختلف من حيث (النطق والكتابة) أما بالنسبة للفنيقية فتاريخها يحكي عن هجرة الملكة الفنيقية (زانوبيا) إلى شمال أفريقيا والتي طلبت من الملك (أيل ماس) أن يعطيها قطعة أرض مطلة على البحر لبناء مركز تجاري كبير بضمان تقاسم المداخيل ونظرا لما اشتهر به الفنيقيون بالملاحة والمبادء السامية للملك (أيل ماس) تم اسكان الفنقيين والمعاملة معهم التي أسفرت على تبني الفنقيين اللغة الأمازيغية مع إدراج مصطلحات فنيقية لتتشكل مع الوقت اللغة البونيقية التي اعتمدت على الكتابة الأمازيغية (تيفيناغ) في كتابتها ويشهد الأمازيغ كما يشهد العديد من المؤرخين الأروبيين وخاصة المصدر (هيرودوت) أن الند الوحيد للإغريق هم الأمازيغ وذلك من خلال المتيولوجيات الأمازغية التي تبنها الإغريق كالاله (أطلس، بوسيدون، أثينا، زيوس(آمون الأمازيغي) والفن المعماري لدى الأمازيغ الذي كان شبيها بالفن المعماري الإغريقي (اليونانيين) أعمدة هيراكل الأمازيغي مثل ما أشار إليه الفيلسوف أفلاطون.
الكتابة الأمازيغية.
بعض حروف من تافيناغ

كما أن علم الجينات أثبت أن 62 في المائة من طوارق النيجر لا يختلفون في جيناتهم عن باقي سكان النيجر و 9 في المائة فقط منهم يحملون الجين المميز للبربر E1b1b1b = M81 وهو عند بربر مزاب بالجزائر بنسبة 80 في المائة، وعند بربر الأطلس المتوسط بالمغرب بنسبة 71 في المائة، وعند بربر الأطلس الكبير مراكش 72 في المائة، هذا يعني أن من ذاب جنسهم في الجنس النيجري بهذا الشكل لا يمكن أن يحفظ كتابة، أو أن لا يستعمل كتابة أخرى.
استعمال تيفيناغ عند الأمازيغ
لقد تعطلت الكتابة بأبجدية تيفيناغ في معظم شمال أفريقيا بعد أن اختار الأمازيغ طوعا أو كرها الخط اللاتيني، غير أن الأمازيغ المسمون بالطوارق حافظوا على هذه الكتابة.
تيفيناغ بالإضافة إلى أنه كتابة تدوين فهو أداة زينة وتجميل، فهو يظهر مزينا للزرابي الأمازيغية التي ذاع سيطها، كما أنه كتابة تزين حلي الأمازيغ إلى يومنا هذا عند الطوارق، وهو جزء من الأشكال الزخرفية للحناء كما يبدو في صفحة الإشهار للإذاعة المغربية أ.ت.م.، وحتى في الوشم عند الأمازيغ.
تيفيناغ القديم هو كتابة صامتة شأنها شأن الفينيقية القديمة والعبرية والعربية، غير أن اختيار المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب لهذا الخط جعله يحضى باهتمام العديد من الباحثين الناشطين في الحقل الأمازيغي، وذلك لتطويره وجعله قادرا على مسايرة العصر، وبالفعل فقد خرج المعهد بكتابة تيفيناغ عصرية حاول استيعاب مجمل الحروف التي تستعملها مختلف اللهجات، ولقد نال تيفيناغ اعتراف منظمة الأيسوا، ويبدو أن هذا المجهود كان على مستوى دولي، إذ ساهم فيه المغاربة والجزائريون والليبيون والماليون والكنديون.
أصــل الأمــــــازيـغ

يعتبر البحث في الأصول التاريخية للأمازيغ أمرا صعبا نظرا للاختلافات العديدة حول نسبتهم، وإذا
كان الأمر كذلك على مستوى الأصول، فهو مختلف إذا تعلق بمسألة التسمية التي تبدو أكثر وضوحا. التسمية كلمة أمازيغ مفرد تجمع على "إيمازيغن" ومؤنثه "تمازغيت" وجمع المؤنث "تمازغيين". ويحمل هذا اللفظ في اللغة الأمازيغية معنى الإنسان الحر النبيل أو ابن البلد وصاحب الأرض، وتعني صيغة الفعل منه غزا أو أغار، ويجعلها بعضهم نسبة لأبيهم الأول "مازيغ". وقد وردت كلمة "مازيغ" في نقوش المصريين القدماء وعند كتاب اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب القديمة التي عاصرت الأمازيغيين. وتختلف اللهجات ذات الأصول الأمازيغية في نطق هذا اللفظ فهو عند طوارق مالي "أيموهاغ" بقلب الزاي هاء، وعند طوارق منحنى نهر النيجر الغربي "إيموشاغ"، أما في أغاديس بالنيجر فينطقونه "إيماجيغن"، والمقصود بجميع هذه التصحيفات إنما هو "أمازيغ". أما اسم البربر أو البرابرة فأصله لاتيني ويعني المتوحشين أو الهمجيين، ويظهر أن أول إطلاق له على السكان الأصليين لهذه المنطقة كان من قبل الرومان في غزواتهم المعروفة لبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. وشاع إطلاق لفظ "البربر" على ألسنة الناس، وإن كان عدد من مثقفي الأمازيغ لا يتبنى هذه التسمية ويرى فيها سلبيات عهود ظلم قديم لحق بالأمازيغي عبر التاريخ. وقد كان الإغريق يسمون كل من لا يتكلم الإغريقية "برباروس"، واستعاره الرومان وأطلقوه على كل الأجانب ومنهم الأمازيغ الذين كانوا خارجين تاريخيا عن سيادة الرومان، فهي تسمية جاءت من الخارح ولم يخترها الأمازيغ لأنفسهم. وإذا كانت دلالة مصطلح أمازيغ اللغوية تعني الرجل والإنسان الحر، فإن الدلالة التاريخية تحيل إلى "أمازيغ" الأب الروحي للبربر أو الأمازيغ. وهذا ما ذهب إليه ابن خلدون في تحديد نسب الأمازيغ بقوله "والحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره في شأنهم أنهم من ولد كنعان بن حام بن نوح وأن اسم أبيهم أمازيغ". " يرى البعض أن أصل الأمازيغ يعود إلى أوروبا، إذ ثمة معطيات لغوية وبشرية تشير إلى أن الإنسان الأمازيغي له صلة بالجنس الوندالي المنحدر من ألمانيا حاليا " الأمازيغ وإشكالية الأصل الأمازيغ أو البربر مصطلحان يستعملان في الغالب للدلالة على السكان الأصليين الذين قطنوا شمال أفريقيا. وتبرز في مجال البحث حول الأصول التاريخية للأمازيغ اتجاهات عديدة: 1- الأصل الأوروبي أولها أولئك الذين تأثروا باتجاهات المدارس الغربية، ويرون أن أصل الأمازيغ إنما يتأصل في أوروبا، إذ ثمة معطيات لغوية وبشرية تشير إلى أن الإنسان الأمازيغي له صلة بالجنس الوندالي المنحدر من ألمانيا حاليا، وسبق له أن استعمر شمال أفريقيا. ويستند هذا الطرح إلى وجود تماثلات لغوية بين الأمازيغية ولغة الوندال الجرمانية من جهة، وإلى التشابه الذي يوجد بين بعض ملامح البربر والأوروبيين مثل لون العيون والشعر من جهة أخرى. وذهب البعض إلى أنهم من نسل الغاليين (gaulois) أو الجرمان الذين أتوا مع الفيالق الرومانية أو الوندال، وهو أمر لا يمكن التسليم به لكون هذا النمط من البربر عاش في تلك المناطق قبل الوجود الروماني. ومن ناحية أخرى لا يمكن التسليم داخل نفس الأسرة العرقية بذلك للاختلافات الحاصلة من باب التمثيل فقط بين بربر إقليمي القبائل وجبال الأوراس، بين من قامتهم متوسطة أو قصيرة وبينهم عدد كبير من الشقر، وبين أهل "مزاب" مثلا ذوي الشعور والعيون السود، أو بينهم وبين الطوارق. 2- الأصل المحلي ويميل اتجاه آخر إلى بناء وجهة نظره على بعض الكشوفات الأركيولوجية والأنثربولوجية، إذ يفترض أنه تم العثور على أول إنسان في التاريخ في بعض مناطق أفريقيا (مثل كينيا وبتسوانا)، وبالتالي فالإنسان الأمازيغي لم يهاجر إلى شمال أفريقيا من منطقة ما ولكنه وجد فيها منذ البداية، والإنسان الذي عثر عليه يترجح أن يكون من السكان القدامى. 3- الأصل العربي ويذهب اتجاه آخر إلى ربط سكان هذه المنطقة بالمشرق وجزيرة العرب، حيث إنهم نزحوا من هناك إلى شمال أفريقيا نتيجة لحروب أو تقلبات مناخية وغيرها. ونقض ابن خلدون الآراء التي تقول إن البربر ينتمون إلى أصول عربية تمتد إلى اليمن أو القائلة إنهم من عرب اليمن، خصوصا قبائل بربرية مثل "هوارة وصنهاجة وكتامة" أكثر القبائل الأمازيغية ادعاء للعروبة. وينفي ابن خلدون نسبة البربر إلى العرب عبر اعتبارهم كنعانيين من ولد كنعان بن حام بن نوح، فالكنعانيون ليسوا عربا، وليسوا من أبناء سام. ويرفض كثير من المعاصرين نسبة البربر إلى العرب، ويؤكدون أن العرق الأمازيغي أحد الأعراق القديمة وأنه سابق للوجود العربي، وذلك استنادا إلى دراسات تفيد بأن أقدم الشعوب فوق الأرض 32 شعبا منها البربر، ولا وجود للعرب آنذاك. ويميل اتجاه آخر إلى القول باقتران ظهور اللغة الأمازيغية مع ظهور الإنسان القفصي (نسبة إلى قفصة بتونس) في الفترة بين عامي 9000 و6000 قبل الميلاد، وربما هجر الأمازيغ منبت الشعوب الأفراسية (في إثيوبيا وما جاورها) إلى شمال أفريقيا بعد أن دخلت المنطقة الأصل في موجة من التصحر، وتطورت اللغة الأفراسية مع الوقت إلى أمازيغية في شمال أفريقيا. وفي دراسة للباحث الفرنسي (Dr Ely Le Blanc) كشف أنه من خلال تنوع النمط العرقي يمكن القول إن شعب البربر قد تألف من عناصر غير متجانسة، انضم بعضها إلى بعض في أزمنة تاريخية مختلفة وتفاوتت درجة تمازجها، لكن يبدو من الصعب تحديد الفرع الذي ينتسبون إليه ومن أين أتوا. ولا يمكن تقرير شيء مؤكد فيما يتعلق بالأصول الأجناسية واللسانية للبربر، ويجب الاكتفاء بالقول إن البربر اسم يطلق على أقدم السكان المعروفين عند بداية الأزمنة التاريخية في الشمال الأفريقي وكانت لهم علاقات بالفراعنة المصريين، أحيانا سلمية وأحيانا حربية. وهم نفسهم الذين وجدهم الفينيقيون واليونان الذين استقروا في "برقة"، والقرطاجيون والرومان. واللغة التي كانوا يتكلمونها لا تزال هي اللغة التي يتكلم بها عدد من القبائل الأمازيغية اليوم. وضمن كل هذه الاتجاهات يسعى الأمازيغ إلى التأكيد عل استقلالية لغتهم وأصولهم التاريخية باعتبارها رموزا للهوية الأمازيغي ...
عادات وتقاليد
تختلف العادات و التقاليد الأمازيغية في المغرب حسب كل منطقة بل في كل قبيلة وحتى قرية ، إلا أن مراسيم العرس الأساسية - تانكيفت -تبقى ثابتة وهي الأصل السائد و المتغير هو بعض الأبيات الشعرية و التنوع في الأطباق و الرقص و هذا ما يبين الغنى الثقافي أو بالأحرى الحرية المطلقة التي كان يتمتع بها الامازيغ في التعبير وقوة الذهنية الامازيغية في الإبداع ،لتتحول الأعراس لفضاء يجمع كل الفنون الجميلة.
سأسرد لكم العادات و التقاليد المتبعة في إحياء العرس الامازيغي السوسي بالضبط منطقة اذاوكنيضيف .
الخطوبة :
بعدما يختار الفتى شريكة حياته إما بعد رؤيتها قرب البئر أو في أحد الأعراس وغالبا ما ترفض أمه هذه الفتاة والسبب أنها ليست من الأقارب أو ليست من عائلة مرموقة ,ليقوم الشاب بمجهود كبير لتغيير موقف الأم أو يرضخ لها وتخطب له إحدى القريبات . يتفق الوالدان مع ابنهما بالقيام بخطبة الفتاة من والديها . تكون الخطبة بالسكر و قشابة و حايك و خاتم من فضة و يعطي أهل الفتاة العهد بتزويج ابنتهم للفتى بينما يعاهد الفتى أهل الفتاة بالزواج. بعد أسبوع من اللقاء تقوم أم الفتاة بصنع صحن من البسيسة و تحملها إلى أم الفتى هذه الأخيرة بعد مرور شهر تقوم بملأ نفس الصحن بالتمر و قشابة و حايك و اللوز ، و تقوم بعدها بذلك في كل عيد أو مناسبة ويسمى هذا - أكتي - بالتفكيرة أي تجديد العهد و الوعد بالزواج . تدوم هذه الخطوبة شهرا أو شهران وتصل أحيانا إلى سنة تتعارف فيهما العائلتان وتستعد فيهما الأسرتان للعرس يحدد بعدها الطرفان موعد الزواج .
العرس:
أيام العرس هي سبعة.
اليوم الأول:
تقوم إحدى قريبات العريس عمته أو أخته بدعوة كل الأحباب و الأقارب لحضور الاحتفالات و يقوم أب العريس بإسناد مهمة الإشهار -لبراح- القبيلة الذي يضرب الأجراس في أزقة القرى إعلان بزواج فلان بفلانة. كل هذا يتم في الصباح . بعد الزوال تتجه كل نساء القرية صوب بيت العريس حاملات معهن - تزكاوت - من القمح وهي قفة تحمل بخيوط توضع على رأس تسع حوالي 15 كيلو غرامات من القمح لكل بيت كمساعدة على متطلبات العرس . ترحب بهن أم العريس و تصب كل مساهماتهن في وسط البيت " تساراكت " و تخبأ في وسط هذا القمح " تيزرزاي د تنبالت " عقد كبير يوضع على الصدر و دملج ، و تقول النساء بعد دخولهن لوسط البيت " أكيد نزوور ءايسم الله ءيسعد ربي ليمور " و يبحثن عن أدملج و العقد من وجدتهما تعلن ذلك و تبقيهما معها إلى أن يطلبهم منها العريس ، بعد إزالة كل الشوائب من القمح يطحنونه و يغربلنه ليصنعن منه بركوكس ، كل هذه المراحل صعبة إلا أن اجتماع كل نساء القرية و تقسيم الأعباء يسهل المأمورية و تسمى عند الأمازيغ " تاويزي " بمعنى التعاون.
بعد صنع بركوكس يفرش على السطح لكي يجف .
في اليوم الثاني :
تجلب النساء معهن اللوز و ثمار أركان و تقمن بصنع زيت أركان و أخريات بصنع أملو - عصيدة اللوز - و طهو السمن، و يتحول بيت العريس إلى خلية نسائية كما هو الشأن كذلك في بيت العروس في جو حميمي تنثر فيه النساء " تيلغاتين " هو شعر رثاء في حق العروسين و الحياة.
في اليوم الثالث و الرابع و الخامس :
تذبح الذبائح عادة تكون بقرة أو أكثر حسب إمكانيات العريس و نفس الشيء في بيت العروس. يقوم الرجال بطهو اللحم بالبصل و التوابل و الفواكه الجافة في قدر كبير جدا يسمى " تارفاكت" ، و يخبزون الخبز " أغروم ن تافارنوت " ، و يغسلون الأواني و خدمة الناس و كل ما يتعلق بالعرس أما النساء فيطهون بركوكس و يخدمون بعضهن وقت الأكل ، و يلبسن و يتأنقن بأبهى الحلي و الحلل كأنهن عرائس بعدما قضين أياما شاقة في التحضيرات للعرس. في وقت الغذاء يتحلق الضيوف على الموائد و يتناولون اللحم في صحون من فخار مزركش " لمترد " و كذا بركوكس في وسطه زليفة مملوءة بالعسل و السمن و أملو. نفس الشيء عند بيت العروس . و نفس الوجبة طيلة أيام الاحتفالات.
بعد الأكل و احتساء كؤوس الشاي، يجتمع النساء و الرجال وسط البيت لجمع " ؤكريس " بمنى رزمة من هدايا للعروس ، يفرشون توبا أبيض في الأرض مصنوع من صوف الغنم قد صنعت أم العريس لابنها ، يضعون ثوبا آخر أبيض و الحناء و التمر و اللوز و حذاءين للكبار من حرير للعروس و حذاء صغير لأخ العروس ، ثم يطلب العريس من المرأة التي وجدت العقد و أدملج إعطاءه إياهم
مقابل صحن من الثمر و اللوز و يضع القلادة و أدملج في " أقراب " محفظته اليدوية ( عند الامازيغ الرجال هم اللذين يحملون حقائب يدوية وليس النساء فهن يحملن " تزكاوت " و هي كبيرة تحمل على الظهر ) . يجمع النساء الرزمة و يطلبن من الحضور بأن يتطوع أحد الشبان الذي لازال والداه على قيد الحياة ليحمل " ؤكريس " إلى بيت العروس و يقلن هذا في شعرهن " تاسوغانت " : ءيتيد ءيتيد أياعيال واد ءيلان باباس و لا ءيناس " فيلبي أحدهم الطلب يحمل معه ؤكريس، يذهب العريس ليختبئ في إحدى الغرف رفقت أصدقاءه و تبدأ تاسوغانت :
"دان ءيمسلان ءاداغد ءاوين ،
ءاييس ؤمليل ءاتنك د وينغ ،
توخسين درسنين د والن ضصانين ،
لحورما نون ءايمسلان ،
لقيمت ن كما ءادور تغلو،
وا طالب آد لي تران ،
ءاراد ءيسمك ولا تويا .
بمعنى :
ذهب الموكب ليأتينا
بفرس بيضاء لتصبح لنا
أسنان مرتبة كحب الذرة ، و عيون مبتسمة،
من فضلكم يا موكب،
ملابس العروس لا تكن باهضة
عند الوصول يرحب بهم أهل و ضيوف العروس ويقولون تاسوغانت: "مرحبا بيكم ؤسلام ءينيناونت آبت تمازيرتي " بمعنى مرحبا بكم و السلام يقولها لكم أهل البلد. ويقول الرجال : " بركايت ، بركايت " بمعنى مرحبا مرحبا..يجتمع الكل وسط البيت و تبدأ المفاوضات حيث يشترط الشاب الحامل لؤكريس كرسيا للجلوس ويعطونه الكرسي ،يطلب كأس ماء يعطونه الماء ، يطلب الشاي يعطونه الشاي ، يطلب التمر و الحليب يعطونه ،يطلب الورود يعطونه "لحبقت "يمكنه طلب أي شيء بعد هذه الطلبات ( مرة واحد طلب عصير فواكه ولم يتمكن أهل العروس تلبية الطلب لأنهم في قرية قاحلة و طالبوا الشاب أن يعدل عن ما يرغب فيه لكن لم يرد فتدخل أهل العريس فوافق بعد أن مرت ساعة ) ثم يطلب صحن من الفضة فيلبى طلبه ، تحمل إليه ثلاث نساء من أهل العروس - عمتها و خالتها و زوجة أخيها الأكبر - و الشرط هو أن لا يسبق لهما أن طلقن أو ترملن و أن يكن ولودات- صحن الفضة و الذهب و لحبقت و ينتزعن منه ؤكريس و يطلبن منه الانحناء ويضربنه به ثلاث مرات و يرشه الرجال بالعطور و يحملن ؤكريس إلى العروس التي تختبئ في غرفة مظلمة رفقة صديقاتها و رفيقات دربها ، تدخل عليها الثلاث نساء بالزغاريد و تنحني العروس ليضربنها على ظهرها ثلاث مرات ثم يوضع كل ما يوجد داخل ؤكريس في صحن يسمى " تسكيت " تأكل منه العروس ثم يوزع على كل الحضور خارج الغرفة و الباقي منه يرد إلى غرفة العروس .
يقوم الرجال بعد انتهاء ؤكريس بجلب كل ما ستحمله العروس لبيتها من ملابس و أواني و ذهب و فضة و يحتسب ثمنها أمام كل رجال القبيلة إذ لقدر الله بعد طلاق المرأة من زوجها يرد الزوج لها ثمن هذه الملابس زائد نفقتها حسب المدة التي أمضتها معه زائد
قسمت على اثنان كل المال الذي جناه بعد زواجه منه لهذا ففي الشعر السابق قالت النساء - من فضلكم ملابس العروس لا تكن باهضة -.
بعد العشاء يقومون بأحواش يبدأنه كالتالي : "ءازول ءايسميزيلن ءيوا بسم حضر داغ كيين ءالامان " السلام اسم جميل باسمه تحضر أنت يا أمان .
ويضرب الرجال "كنكا و تلونت " أي الطبل والدف الموسيقى وترقص النساء مغطيات وجوههن ينثرن الشعر بعد توقف الموسيقى يقف أحد الشعراء لرد على شعرهن ثم ترد عليه إحداهن ويسمى ذلك بأنعبار .
بعد انتهاء أحواش تقوم أم العروس بإلباس ابنتها رغم صعوبة الأمر تساعدها عمة العروس في ذلك ، تنزع العروس كل ملابسها ،يلبسانها الثوب الأبيض فقط الذي جلب في ؤكريس ، يشد الثوب "بتزرزاي " و يغطى وجهها ب" تسبنيت " وهو ثوب أحمر مزركش بالألوان ثم يغطى رأسها ببقية الثوب الأبيض . تتغطى النساء بالثوب الثاني لؤكريس رفقة العروس و يرددن "تاسوغانت"وهو شعر غنائي بلحن و كلمات حزينة جدا:
ءاكيد نزوير ءا ييسم ن ربي ءيدا : أتسبقك يا اسم ربي
بيسمي الله ءور حمان ءالحمدو لله : بسم الله الرحمان الرحيم
ءايلي ءايلي ءاداك ؤر تلاتي : يا ابنتي يا ابنتي لا تبكي سأسرد لكم العادات و التقاليد المتبعة في إحياء العرس الامازيغي السوسي بالضبط منطقة اذاوكنيضيف .
الخطوبة :
بعدما يختار الفتى شريكة حياته إما بعد رؤيتها قرب البئر أو في أحد الأعراس وغالبا ما ترفض أمه هذه الفتاة والسبب أنها ليست من الأقارب أو ليست من عائلة مرموقة ,ليقوم الشاب بمجهود كبير لتغيير موقف الأم أو يرضخ لها وتخطب له إحدى القريبات . يتفق الوالدان مع ابنهما بالقيام بخطبة الفتاة من والديها . تكون الخطبة بالسكر و قشابة و حايك و خاتم من فضة و يعطي أهل الفتاة العهد بتزويج ابنتهم للفتى بينما يعاهد الفتى أهل الفتاة بالزواج. بعد أسبوع من اللقاء تقوم أم الفتاة بصنع صحن من البسيسة و تحملها إلى أم الفتى هذه الأخيرة بعد مرور شهر تقوم بملأ نفس الصحن بالتمر و قشابة و حايك و اللوز ، و تقوم بعدها بذلك في كل عيد أو مناسبة ويسمى هذا - أكتي - بالتفكيرة أي تجديد العهد و الوعد بالزواج . تدوم هذه الخطوبة شهرا أو شهران وتصل أحيانا إلى سنة تتعارف فيهما العائلتان وتستعد فيهما الأسرتان للعرس يحدد بعدها الطرفان موعد الزواج .
العرس:
أيام العرس هي سبعة.
اليوم الأول:
تقوم إحدى قريبات العريس عمته أو أخته بدعوة كل الأحباب و الأقارب لحضور الاحتفالات و يقوم أب العريس بإسناد مهمة الإشهار -لبراح- القبيلة الذي يضرب الأجراس في أزقة القرى إعلان بزواج فلان بفلانة. كل هذا يتم في الصباح . بعد الزوال تتجه كل نساء القرية صوب بيت العريس حاملات معهن - تزكاوت - من القمح وهي قفة تحمل بخيوط توضع على رأس تسع حوالي 15 كيلو غرامات من القمح لكل بيت كمساعدة على متطلبات العرس . ترحب بهن أم العريس و تصب كل مساهماتهن في وسط البيت " تساراكت " و تخبأ في وسط هذا القمح " تيزرزاي د تنبالت " عقد كبير يوضع على الصدر و دملج ، و تقول النساء بعد دخولهن لوسط البيت " أكيد نزوور ءايسم الله ءيسعد ربي ليمور " و يبحثن عن أدملج و العقد من وجدتهما تعلن ذلك و تبقيهما معها إلى أن يطلبهم منها العريس ، بعد إزالة كل الشوائب من القمح يطحنونه و يغربلنه ليصنعن منه بركوكس ، كل هذه المراحل صعبة إلا أن اجتماع كل نساء القرية و تقسيم الأعباء يسهل المأمورية و تسمى عند الأمازيغ " تاويزي " بمعنى التعاون.
بعد صنع بركوكس يفرش على السطح لكي يجف .
في اليوم الثاني :
تجلب النساء معهن اللوز و ثمار أركان و تقمن بصنع زيت أركان و أخريات بصنع أملو - عصيدة اللوز - و طهو السمن، و يتحول بيت العريس إلى خلية نسائية كما هو الشأن كذلك في بيت العروس في جو حميمي تنثر فيه النساء " تيلغاتين " هو شعر رثاء في حق العروسين و الحياة.
في اليوم الثالث و الرابع و الخامس :
تذبح الذبائح عادة تكون بقرة أو أكثر حسب إمكانيات العريس و نفس الشيء في بيت العروس. يقوم الرجال بطهو اللحم بالبصل و التوابل و الفواكه الجافة في قدر كبير جدا يسمى " تارفاكت" ، و يخبزون الخبز " أغروم ن تافارنوت " ، و يغسلون الأواني و خدمة الناس و كل ما يتعلق بالعرس أما النساء فيطهون بركوكس و يخدمون بعضهن وقت الأكل ، و يلبسن و يتأنقن بأبهى الحلي و الحلل كأنهن عرائس بعدما قضين أياما شاقة في التحضيرات للعرس. في وقت الغذاء يتحلق الضيوف على الموائد و يتناولون اللحم في صحون من فخار مزركش " لمترد " و كذا بركوكس في وسطه زليفة مملوءة بالعسل و السمن و أملو. نفس الشيء عند بيت العروس . و نفس الوجبة طيلة أيام الاحتفالات.
بعد الأكل و احتساء كؤوس الشاي، يجتمع النساء و الرجال وسط البيت لجمع " ؤكريس " بمنى رزمة من هدايا للعروس ، يفرشون توبا أبيض في الأرض مصنوع من صوف الغنم قد صنعت أم العريس لابنها ، يضعون ثوبا آخر أبيض و الحناء و التمر و اللوز و حذاءين للكبار من حرير للعروس و حذاء صغير لأخ العروس ، ثم يطلب العريس من المرأة التي وجدت العقد و أدملج إعطاءه إياهم
مقابل صحن من الثمر و اللوز و يضع القلادة و أدملج في " أقراب " محفظته اليدوية ( عند الامازيغ الرجال هم اللذين يحملون حقائب يدوية وليس النساء فهن يحملن " تزكاوت " و هي كبيرة تحمل على الظهر ) . يجمع النساء الرزمة و يطلبن من الحضور بأن يتطوع أحد الشبان الذي لازال والداه على قيد الحياة ليحمل " ؤكريس " إلى بيت العروس و يقلن هذا في شعرهن " تاسوغانت " : ءيتيد ءيتيد أياعيال واد ءيلان باباس و لا ءيناس " فيلبي أحدهم الطلب يحمل معه ؤكريس، يذهب العريس ليختبئ في إحدى الغرف رفقت أصدقاءه و تبدأ تاسوغانت :
"دان ءيمسلان ءاداغد ءاوين ،
ءاييس ؤمليل ءاتنك د وينغ ،
توخسين درسنين د والن ضصانين ،
لحورما نون ءايمسلان ،
لقيمت ن كما ءادور تغلو،
وا طالب آد لي تران ،
ءاراد ءيسمك ولا تويا .
بمعنى :
ذهب الموكب ليأتينا
بفرس بيضاء لتصبح لنا
أسنان مرتبة كحب الذرة ، و عيون مبتسمة،
من فضلكم يا موكب،
ملابس العروس لا تكن باهضة
عند الوصول يرحب بهم أهل و ضيوف العروس ويقولون تاسوغانت: "مرحبا بيكم ؤسلام ءينيناونت آبت تمازيرتي " بمعنى مرحبا بكم و السلام يقولها لكم أهل البلد. ويقول الرجال : " بركايت ، بركايت " بمعنى مرحبا مرحبا..يجتمع الكل وسط البيت و تبدأ المفاوضات حيث يشترط الشاب الحامل لؤكريس كرسيا للجلوس ويعطونه الكرسي ،يطلب كأس ماء يعطونه الماء ، يطلب الشاي يعطونه الشاي ، يطلب التمر و الحليب يعطونه ،يطلب الورود يعطونه "لحبقت "يمكنه طلب أي شيء بعد هذه الطلبات ( مرة واحد طلب عصير فواكه ولم يتمكن أهل العروس تلبية الطلب لأنهم في قرية قاحلة و طالبوا الشاب أن يعدل عن ما يرغب فيه لكن لم يرد فتدخل أهل العريس فوافق بعد أن مرت ساعة ) ثم يطلب صحن من الفضة فيلبى طلبه ، تحمل إليه ثلاث نساء من أهل العروس - عمتها و خالتها و زوجة أخيها الأكبر - و الشرط هو أن لا يسبق لهما أن طلقن أو ترملن و أن يكن ولودات- صحن الفضة و الذهب و لحبقت و ينتزعن منه ؤكريس و يطلبن منه الانحناء ويضربنه به ثلاث مرات و يرشه الرجال بالعطور و يحملن ؤكريس إلى العروس التي تختبئ في غرفة مظلمة رفقة صديقاتها و رفيقات دربها ، تدخل عليها الثلاث نساء بالزغاريد و تنحني العروس ليضربنها على ظهرها ثلاث مرات ثم يوضع كل ما يوجد داخل ؤكريس في صحن يسمى " تسكيت " تأكل منه العروس ثم يوزع على كل الحضور خارج الغرفة و الباقي منه يرد إلى غرفة العروس .
يقوم الرجال بعد انتهاء ؤكريس بجلب كل ما ستحمله العروس لبيتها من ملابس و أواني و ذهب و فضة و يحتسب ثمنها أمام كل رجال القبيلة إذ لقدر الله بعد طلاق المرأة من زوجها يرد الزوج لها ثمن هذه الملابس زائد نفقتها حسب المدة التي أمضتها معه زائد
قسمت على اثنان كل المال الذي جناه بعد زواجه منه لهذا ففي الشعر السابق قالت النساء - من فضلكم ملابس العروس لا تكن باهضة -.
بعد العشاء يقومون بأحواش يبدأنه كالتالي : "ءازول ءايسميزيلن ءيوا بسم حضر داغ كيين ءالامان " السلام اسم جميل باسمه تحضر أنت يا أمان .
ويضرب الرجال "كنكا و تلونت " أي الطبل والدف الموسيقى وترقص النساء مغطيات وجوههن ينثرن الشعر بعد توقف الموسيقى يقف أحد الشعراء لرد على شعرهن ثم ترد عليه إحداهن ويسمى ذلك بأنعبار .
بعد انتهاء أحواش تقوم أم العروس بإلباس ابنتها رغم صعوبة الأمر تساعدها عمة العروس في ذلك ، تنزع العروس كل ملابسها ،يلبسانها الثوب الأبيض فقط الذي جلب في ؤكريس ، يشد الثوب "بتزرزاي " و يغطى وجهها ب" تسبنيت " وهو ثوب أحمر مزركش بالألوان ثم يغطى رأسها ببقية الثوب الأبيض . تتغطى النساء بالثوب الثاني لؤكريس رفقة العروس و يرددن "تاسوغانت"وهو شعر غنائي بلحن و كلمات حزينة جدا:
ءاكيد نزوير ءا ييسم ن ربي ءيدا : أتسبقك يا اسم ربي
بيسمي الله ءور حمان ءالحمدو لله : بسم الله الرحمان الرحيم
ءاعيال ترضيت ءاكم ءييوين : الشاب الذي رغبتي هو الآن زوجك
ءيسمحام بابام ءولا ءيممام : سامحك أبوك و أمك
ءولا سول لوهلات ن ءايت مام : حتى زوجات اخوتك
ءالله ءاكبر ءابابا حنا
ءيس نكا ءيسمك ءيليخ ءا نزاخ؟! : هل أنا عبدة لأنك بعتني
ءيس نكا ءيسمك ءاءنيح تيويوين؟: هل أنا عبد أو بالأحرى جارية
ءيننا يام بابام ءاتا عيالت: قال لكي أبوك يا فتاة
تيسورانو ءايلي خوفوس نم : مفاتيحي يا ابنتي بيدك
تيسورا ن بابا يو رتنت زريخ : مفاتيحك لم أراها
ءايلي كد ءاضار نم ءافاسي : يا ابنتي ضعي رجلك اليمنى
ءاتفيغد ءادام ءيعرض لخير: لتخرجي الله يعرضك لسلامه
سمحتاس ءاييد عمتيس : سامحوها يا عماتها
ولا لوهلات ن ءاييت ماس: حتى انتن يا زوجات اخوتها
يرد أهل العريس:
ءاويد ءاويد ءاماس ن تسليت : اجلبي يا أم العروس
ماحا تكات ءيجو ججوتن ءيليم : شيء تضعين فيه ملابس ابنتك
ءا ءيفوس ءاد كيغ س ؤغاراس : الجنوب هو اتجاه طريقي
ءيويحامد ءيدوكان ءامورن واكش: جلبت لكي الحذاء من مراكش
ويرد أهل العروس:
ياغ ءومارك، ياغ ءيلي : أصاب الحنين ابنتي
ياغ ختيلي د تمونت ءا ءيلي : أصاب رفيقات دربك
ياغ تيسواك لي حا ءيزراي ءو تبير: أصاب الأزقة التي يمر منها الحمام
ءيمينو ءا ءيمي مارادام سول ءينا،: أمي يا أمي من سيقول لكي
" ءاكيدح ءوزور، ءاتزرت تاكات ءينو" : طلي من السطح لتري نار المطبخ
" نكر ءاتوضات هاد ءامان رغان": انهضي للوضوء هاك الماء
بقا على خير ءاتيكنيتين ءولا ءاغاراس: ابقي على خير يا هضاب و يا طرقات
لي د تمونمت ءاء يلي: التي تسلكينها يا ابنتي
ماس ءونير ءاويا نحد ءانير : أم أنير اجلبيه
ماس ءونير ءيكوت لخير نس: أم أنير خيرك كثير
ويقول أهل العريس:
صيفداتاغ ءاء يضولان نغ: أرسلونا يا أصهارنا
صيفداتاغ ياكوك ءوغاراس : أرسلونا الطريق طويل
ءيفو الحال ءيغليد ءومانار: تنورت السماء و خرج البدر
ءيفو لحال ءورنت ترامين: تنورت السماء ولدت لناقات
تيكازيرين كولو ملولنين: جزر كلها بيضاء
صيفداتاغ ءاء يضولان نغ: أرسلونا يا أصهارنا
نفلن تازانين كولو مزينين: تركنا الأطفال الصغار
عاد يكين تاروا ءيمغارني: حتى الاطفال الكبار
أهل العروس:
ءا رمان بضو د واكال : يا رمان لا تلتصق بالأرض
ءاك ءور باكن تازا نين: لكي لا يضحك عليك الصغار
أهل العريس:
فكات ءاس رضا نون ءالواليداين : أعطوها رضاكم يا والديها
أهل العروس:
زايد ءاء يلي ءادام ءيساعد ربي: اذهبي يا ابنتي الله يسعدك .
إذا أرادت الخروج من بيت أبيها تقول العروس: ءاكيد نزوور ءا ييسم ن ربي أي اسبق بذكر اسم الله و تركب الفرس مع أخيها الصغير و يبدأ البكاء و النواح ( ما أصعب الفراق ، أما الان في الحواضر فالعروس تخرج من بيت أهلها سعيدة ، وترى أمها ضاحكة ، الوحيد الحزين في العرس هو العريس لاتقاله بالمصاريف و كذا لتفكيره كيف يسد الديون المتراكمة عليه و السبب فيها هي عروسه).
بعد وصول العروس و موكبها أمام باب بيت العريس تقول : ءاكيد نزوور ءا ييسم ن ربي أي بسم الله .. لتجد باب البيت موصد في وجهها وفي وجه موكبها لتبدأ المفاوضات بتاسوغانت:
ملاي توكيت أياضكال : لو تطل علينا يا صهرنا
تملسا ن ءاكليد ءاد سيك لسيغ:لبست إليك لباسا ملكي
ءيد ءيبا ن غيد ولا تيوين: عماتي اللاتي خطبنني
روحامت ءاييد ءاونت ءاك نمون: هيا بنا لنجتمع معكن
رميح ءيلماد ترمي ءيلي: تعبت و تعبت ابنتي
لحورما ن لجواد رزميتين:أرجوكم و أرجو الأخيار افتحوا لي
هذه هي المفاوضات الحاسمة لتقرير مصير الطرفين.
ويقول كذلك أهل العروس:
نيويد يات تسلست زوند ءايور : جلبنا عروسا كالقمر
نغد ءيتري ن صباح كيغد ءيغلي: أو بدر الصباح عند الصعود
ويقول أهل العريس:
نطاف يان كما زوند لملك: عندي أخي كالملائكة
نغ ييوس ن ؤكليد غ لعواشير: أو ابن الملك في العواشير
ويقول أهل العروس:
واياضكال ءينو زعمنيت: ياصهري تشجع
مقارد نكوت ؤراك ضروغ: رغم كثرتنا لن نضرك
يقول أهل العريس:
كاد ميا كاد سنات ؤر ؤحلغ: أكنتم 100 أو 200 لا يهمني
تسورا ن لغرب ليغ فلاسنت: مفاتيح الغربة بيدي
يقول أهل العروس:
ءالمت ءافاكو ءاتزريمت:أزيلوا الغطاء لترو
ءيليس ن ؤكليد ءاد نيوي: ابنة الملك جلبنا
فكامت ءيد ءامان س تطاسين: أعطوني الماء في الكؤوس
ءاد سوين ءايت ما:ليشرب اخوتي
ويقول أهل العريس:
سمرورد ءاضار سمرورود ءافوس: حركي رجلك حركي يدك
تكمد ءامان غ دو تكمي:وجلبي الماء من قرب البيت
ويقول أهل العروس:
ءايتما راداون نيغ يان واوال: اخوتي سأقول لكم كلاما
ءاضار ءيكوص ؤر سول يسوا: رجلي اعوجت لا أقدر
ويقول أهل العريس:
ءيعيالن وان ءيتاهل فرحن : فتيان من أراد الزواج فرح
ءيمطاون ءاتيلازمن ءاشكو : يجب البكاء لأن
ءيقلا ما سول ءيهما لعار: قد قل من يخاف العار
ويقول أهل العروس:
لوح لوح زبيب ءا يضكال: ارمي ارمي العنب الجاف يا صهري
لوح لوح أراو ن تيني:ارمي ارمي ثمار الثمر
ويرمي العريس من سطح البيت اللوز و التمر ليلتقطه الاطفال فرحين بذلك ثم ينزل لابسا جلبابه و سلهاما يغطي وجهه بقبهو يرافقه أصدقاءه. يفتح باب البيت و وراءه أهله ، يأخد سطل ماء و يخرج من حقيبته " ءاقراب" الدملج الذي وجدته المرأة في القمح و يقوم الشاب الذي حمل ؤكريس بغسل رجلها اليمنى ثلاث مرات على عتبة الدار، و تتناول بيدها اليمنى السمن و تلطخ به فوق الباب و يقوم الطفل الذي ركب معها الحصان بنزعه بالخنجر وتعاد هذه العملية ثلاث مرات.ثم يلبسها الشاب الذي حمل ؤكريس حداء الحرير. وتقول العروس :
ءاد زوورغ ءيسم ن ربي ،: نسبق باسم الله
ءاي ءيسعد ربي ليمور :ليسدنا الله
ويقول أهل العريس:
ءيلي كد ءاضار نم ءافاسي: ابنتي ضعي رجلك اليمنى
ءادام نفك ؤدي ما تريت ءامان: لنعطيكي السمن لا الماء
يخرج العريس و كل أهله خارج البيت ويدفعون موكب العروس ليدخل العريس مع عروسه ثم يتبعهم أهلهم .
بعد الدخول يقول أهل العروس :
ءامان ن تركا ءادام نيغ : ماء البستان قلت لكي
نصمح غ ءودينم ؤلا تامنت: تركة لكي سمنك و عسلك
تجلس العروس في الركن الاخير من البهو و يجلس معها كل أهلها بعدما قالت : ءاد زوورغ ءيسم ن ربي أي بسم الله ثلاث مرات.
ويقول أهل العريس:
ءامان ن تركا ؤر ءام لان: ماء البستان ليسوا لكي
لبور ءاسكمند فكان ءايت مام:اخوتكي زوجوك الى منطقة قاحلة
يقول أهل العروس :
ما نيغ لان ءامان داروون :أين الماء عندكم
ءادكيس نسوا يان ءاجداع : لأسقي منها فرسي
بعد الاستراحة وشرب الماء يطلب أهل العروس العشاء و يقولون :
ءيمنسي نو ءادور ءيك تسكسوت: عشاء لا أريده ساخنا
ءاد ءيلين ؤدي د تامنت: لكن بالسمن و العسل
تجلب اخت العريس صحن من بركوكس و يقال له ءيمنسي ن تسليت أي عشاء العروس، تاكل منه العروس ملعقة ثم يأكل منه أهلها ملعقة لكل واحد و يحرم على أهل العروس الاكل منه ويترك في البهو الى أن يفسد و يرمى لطيور .
ثم يقول أهل العروس :
ءاغو تملي زوار : اللبن الأبيض أولا
يرد أهل العريس:
ردام تيد نوي ءا لهل ن كما: سأجلبه لكي يا زوجة أخي
تجلبه أخت العريس اللبن و هي لابسة الحايك " تافاكوت "و ترافق العريس لابس نفس الملابس و يغطي وجهه بنفس الطريقة و يتبعه أصدقاؤه يجلس أمام العروس و تعطيه كأس الحليب يشرب منه جغمة و تاخد منها أخت العريس الكأس لتعطيها لأخيها الذي يعطي لعروسه لتشرب منه و يقومون بهذه الطريقة ثلاث مرات ، و الجغمة الاخيرة لا يشربها بل يرش بها أهل العروس و يهرب ليتبعه أصدقاؤه لتأنيبه ، بعدها تأتي أمه تحمل معها مغزلا و خبزا و تمرا ، تكسر المغزل و الخبز وتضعهما مع الثمر وراء ظهر العروس لتتكئ عليهما ، يأتي الشاب الذي حمل ؤكريس ليأمرها بالوقوف والجلوس ثلاث مرات ثم يتركها جالسة.
ويقول أهل العروس:
ماد ءيكا ؤدكال ؤرد ؤكان: أين صهرنا لم يطل
ءيز ءيس ؤر ءيفرح ءي تكميت:أم لم يفرح لقدوم ربة أسرته
ويرد أهل العريس :
ءيفرح نيت كما ءي تكميت : فرح أخي لربة بيته
ءيس ؤكان دان ءاد حيان: لكن ذهب ليلبس و يتزين
يزيل العريس السلهام والجلباب البني و يرتدي حلة كالثلج متكونة من قشابة و جلباب و سلهام و رزا بيضاء رفقة خنجره الفضي يعلقه على كتفه بخيط أحمر ، يقبل على الحاضرين ويرشهم بالعطر الىان يصل الى عروسه فيصب عليها شلالات من العطر و يقول أهل العروس:
ؤضنغ ءيخف ءينو مادي ياغن: يؤلمني رأسي لا أعرف ما بي
ءاضو ن لبابور ءاد ميارغ : رائحة الشاي اعتدتها
ويرد اهل العريس:
طابلة توجاد ؤل لكاس:الصينية موجودة و كؤوسها
ءارمد ءافوس ءيكان ءيلكاس:أرونا الأيدي التي تستحق الكؤوس
واتضكالت ءينو تجوعمت: يا حماتي أنت جوعانة
غرامت ءي ربي ءاكنت ءيسقنعوا:أطلبي الله ليقنعكي
و يرد أهل العروس:
مناو ءيزلافن ءاي توسيت:كم صحنا قدمتم لي
مناو ءيداون ءانكيس توفيت: كم بقي منهم
ويقول أهل العريس:
واتسليت د ءيكان ءيزوغار:يا عروس من قطعن الهضاب
مناو ءايتمام ءاد تيويت: كم أخا جلبتي
ويرد اهل العروس:
ميا ن كما ءاد نيوي: مائة أخ جلبت
كل سودان تجدعين:كلهم على فرسهم
يقول أهل العروس:
حمدامت ءي ربي لي كمد ييوين:احمدي الله على مجيئك
دار كما حنا ءاتهنوت:عند أخي لتهنئي
ويقول أهل العروس:
ءيلي تحرش ءيغ توسي: ابنتي حاذقة إن حملت
تاكات تسنكر ءاكضرور:الحطب في طريقها تترك سحابا من غبار
ويرد أهل العريس:
ءورتا ءيضهر مادام تكا ءيليم؟:لا ندري بعد كيف هي ابنتك
ءيخ ءور تورو، تارو تفوناست:ان لم تلد و تلد البقرة
ءيلين ءيمشغالن غ ءيكران :و يكن الشغالين في الحقل
ءيكر ؤسطا، كشمن ءينبكيون.:و يكتمل المنسج و يدخل الضيوف
و يقول أهل العروس:
ءافود نس ءادربون ءي ءيلي: ركبتها تربي لابنتي
ءافوس نس ءاد كرون تنل:يدها تجمع الخيوط
ءيكرد ؤسطا ، كشمند ءينبكيون:ليكتمل المنسوج، و يدخل الضيوف.
ءاحبو ن ؤورغ ءادامد ءيويغ:جلبت لكي حبة ذهب
لحورما نونت ءادور تكوضرور:ارجوك أن لا تتغبر
ويرد أهل العريس:
ءيغ ؤر تريت ءادام تكوضرور: ان لم تريدي ان تتغبر
تقيمت ءاسد ءيسمك د تويا:اهديها عبدا و عبدة
ويقول أهل العروس:
عمتيس عمتيس ءاداسد نقيم:عمتها عمتها اهديناها
مداس ءيسفوضن ءادور تكوضرور:لتمسح لها كي لا تتغبر
ءاعمتيننو ءاعمتينو ؤشكيغد ءادكغ ءيليم:يا عمتي جئت عندك لأكون ابنتك
تكت ءيمي نكيدي غ ليمور:و تكوني أمي و نتساوى في الأمور
مربي ءاد نك ءيسعدين س دارون:نتمنى ان نكون نذير شؤون
ءايلي لهن ف ؤيدا نون:ليكن الهناء على أرضكم
ءيلين ءيجديكن د وامان:وليكن الورود و الماء
يجلب رجل من أهل العروس أكياس كبيرة من السكر أو الثمرو تزغرد النساء و يقولون:
ءاحرك ءاياضو تينيوين: احرق يا ريح الثمار
ءا ءيضر بوسكري ءيتضولين: ليسقط بوسكري لأصهارنا
و يضع أهل العروس أسطل من السمن و العسل و ءاملو .. وكل ما استطاعوا جلبه معهم ويقولون:
وا ءايتما ءاد نمون:يا اخوتي فليجتمع شملنا
ءيغ ؤر ترضام ءيزايد لخير:ان لم تقبلوا هذا فلنزدكم
ويجيب أهل العريس:
نرضا نرضا : قبلنا قبلنا
ويتم ادخال الكل الى غرفة مجاورة
و يقول أهل العريس:
ؤضنغ ءيخف ءينو مادي ياغن:يؤلمني رأسي لا أعرف لماذا
لعود د واتاي ءاد ميارغ:العود و الشاي تعودنا عليهم
ويقول أهل العريس:
حرش ءا لبابور سرغد ءامان:أسرع يا مقراج سخن الماء
ءاما لبراد ءيطيب ؤكان:أما البراد فهو جاهز
يطهو أهل الغريس الشاي ويشربه أهل العروس. تأخد أخت العروس أو عمتها الملابس التي جلبتها العروس من بيت أهلها وتضعها في صحن " تيسكيت " و يأخدون الحايك الذي غطين به وجوههن في الطريق و يغطون به الركن الذي تجلس فيه العروس كستارة ليتمكن من إلباس العروس، تنزلن الحايك الذي تلبسه و يلبسنها قشابة بيضاء ثم قشابة سوداء مزركشةفي الجنبات بالاحمر و الاصفر و الازرق و الاخضر و تسمى " تضرسيوت" ثم يلبسوها حايك "ليزار ن توبيت" و يشددنه بخلالات تسمى " تيزرزاي " ثم تضع السواك و تكحل عيونها و يصفف شعرها يسألها أهل العريس : منشك ن تكيوط غ تمازيرت نون و يجيب أهل العروس : سنات .
يقومون بظفرتين و تزينتان بخيط أسود أو أحمر ثم يقصصن مقدمة الرأس " تونزا " و يغطون وجهها بالطرحة الحمراء " تسبنيت " و هي نفس اللتي خرجت بها من عند أهلها.ثم يأكل الحضور " ءاوزويت " وجبة بين الغداء و العشاء ثم تأتي أم العروس الى بيت العريس حاملة " لبسيسة " وهي خليط من الدقيق المحمص و السمن، يقبل العريس رأس حماته ثم يعطي المال للمرأة التي حملت " لبسيس " عن حماته .
يتناول الحضور العشاء و يشربون الشاي ثم يقومون بأحواش الىطلوع الشمس ليتناولوا وجبة الفطور المتكونة من الشاي و التمر و المعجنات و البيض المصلوق و السمن و رغائف بالعسل و" ءيدرنان " بغرير …ثم يقوم العريس بعمل الشاي و يعطي كأس كبير جدا منه الى حماته و يسمى " ءازواي ن تضكالت " كأس الحماة "تشرب منه و تعطي كل أهلها الشرب منه .
بعد الباسها يضعونها في " ءاغكمي " فسحة قريبة من الباب الخارجي للبيت و يفرشون الزرابي و يضعون سطلا من الماء تعطي العروس للعريس ثلاث حفنات من الماء و يعطيها نفس المقدار ثم يزيل غطاء رأسها و يسلم عليها باليد ثم تتجه صوب أهله و تسلم عليهم ثم يعطيها زوجها " تكمامت ن تازولت " قنينة صغيرة من الكحل وتذهب للاسطبل و تصبها في مأكل البقرة ة يأخد أهل العريس العروس لترى كل المخازن وبعده يأتي أهل العريس بصحن من الدقيق للعروس و مرآة و زليفة من السمن نفس الشيء يعطى لزوجة أخ العريس " تنوط نس " ، ترى العروس في المرآة دون أن ترى ف زوجة أخ العريس و الحصن و الزليفة تغطس العروس أصبعها في زليفة السمن ثم في صحن الدقيق و تعطي لزوجة أخ العريس لتلحس الأصبع و تقوم زوجة أخ العريس بنفس الشيء و تقومان بهذه العادة ثلاث مرات دون أن تعض الواحدة الأخرى ثم يرون وجوههن في المرايا ثم يرون بعضهن و أخيرا يتعانقن . ترجع العروس عند أهلها بالبهو و تجلس في نفس الركن.
يأكل الناس وليمة متكونة من خبز " تافارنوت " و " تمكيلين " زليفات من السمن والعسل و ءاملو و زيت أركان و زيت الزيتون كمقدمة للوليمة ثم يأكلون للحم بالبرقوق أو التين أو العنب المجفف تحمل أخت العريس سطل من السمن ثم يضعون أمام العروس بركوكس وسطه زليفة من السمن تقوم العروس بنزع أدملج الذي ألبسها العريس إياه و تغطسه في زليفة السمن و تسقي بع الصحن بطريقة دائرية الى أن تفرغ الزليفة و تقوم أخت العريس بملئها ثانية ثم ثالثة ثم رابعة ، ويمنع على العروس افراغ الزليفة الرابعة، تأكل العروس من بركوكس مع أهلها و يأكل منه جميع الحاضرين نساء و رجالا حتى يشبعوا و يقال لنا " هان ءا ربي تزوي كيس تسليت "يا حاضرين لقد سقته العروس . يجمع أهل العريس الأواني و ويرحل كل أهل العروس في حزن شديد ، تبكي العروس لفراق أهلها و يقولون :
ءاس ءاتتبيرت توكاس نم:تحزمي يا حمامة
تسنت ءيس تلكمت تيكمي نم : لقد وسلتي بيتك
ءاياجداع لي ديويغ س ؤماوال:يا فرس التي جلبنا للحرب
دوس ءي لجام ءاكيد ؤر ءيسوا يان:شدي لجامك كي لا يشده أحد
حورما نون ءايا ءاضكال :ارجوكم يا اصهاري
ءيللي غاس للي حيي تكممي:ابنتي اليوم في بيتك يا صهري
كيين ءا ءيكان باباس د ماسي:أنت الآن أبوها و أمها
ءاتسليت سنغ ءيسكمد ءيكلي الصمح :يا عروس اعرف الآن أن المداد سجنك
ءادام ءيسعد ربي ءيك لوكيل.: ليسعدك ربك و يكن وكيلك
يعطون لأخت العروس فواكه جافة توزعها على الأطفال في وسط الطريق في ملتقى الطرق.أما الخبز الذي وضع وراء ظهر العروس فلا يؤكل لتسميته " اغروم ءيبورن " خبز العوانس كل من أكل منه يكون عانسا طول عمره أو عمرها حسب ما يقولون!!؟
اليوم السادس:
تذهب العروس لزيارة أهلها لتلقاها صديقاتها و رفيقات دربها يتعشون و يقومون بأحواش ولاقتراب الفجر تركب العروس وراء زوجها لترجع إلى بيتها و هي تبكي و لتبدأ تاسوغانت ..
اليوم السابع:
في الصباح بعدما تتلقى أم العريس نبأ أن العروس عذراء أو بالأحرى كانت عذراء تقوم بإرسال أحد الأطفال ليقول لأم العروس أن ابنتك جميلة . تطهو أم العريس بركوكس يأكل منه الجيران مع الشاي . يقوم العريس بحمل التمر و اللوز .. في محفظته ويتجه رفقة أصدقاءه إلى بيت أم عروسه ليزورها و يعطيها ما يحمل و يقبل رأسها لتعطيه هي بدورها ثلاث كرات كبيرة من البسيسة ، في طريقه يقسم واحدة على أصدقاءه و الباقي يذهب به إلى بيته ليأكله .
(في بعض المناطق قرب مراكش أو في شمال المغرب تنزع العروس القشابة البيضاء كدليل عذرية العروس و تضعها في صينية رفقة قالب من السكر و الحناء و خاتم زواجها لتحملها إحدى النساء وترقص بها في حضور كل أهل القبيلة وهذا التقليد ممنوعة عندنا في قبيلتنا و القبائل المجاورة ).
في نفس اليوم بالضبط قبل الظهر تحمل العروس إناء - تابوقالت - تذهب العروس لجلب الماء من البئر معلنة بدأ أشغال بيتها و تحمل المسؤولية .
( أما ببعض المناطق سوس فالعروس و العريس لا يبرحان غرفتهما إلا إلى الحمام لمدة سبعة أيام أو أكثر فأكلهم و شرابهما و كل متطلباتهما تلبيها إحدى النساء التي تجلس وراء باب الغرفة طيلة الأسبوع ، بعد هذا الأسبوع العروس لا تخرج من الغرفة إلا بعد تمام شهر تقريبا في بعض المناطق بالمغرب ).
(هناك في المناطق بسوس مثل ايت علي و ايت عبدالله قديما يدخلون العروس اولا بعد مضي بضع ساعات يدخلون أهلها لاتمام مراسيم الزفاف ، الا ان هذه العادة اصبحت متجاوزة لانها تسيئ بمراسيم العرس ). <
2010-12-04
المرأة الأمازيغية

بقدرما هي الحياة ذاتها على مستوى جميع المجالات كما يراها أخاها الرجل مادامت تنتج وتعمل وتربي وتعلم وتساهم في جميع الانشطات الحيوية من حرث وزرع وخزف وزربية ونقش …..ولم ينظر إليها الرجل هذه النظرة الحداثية حتى وجدها تقوم بنفس المهام التي يقوم بها الرجل نفسه. الشي الذي لم تسول له نفسه التنكر لمهامها واعمالها الجبارة بل حاول الإشادة بما تقوم به وتنهى عليه لتستمر الحياة بشكل طبيعي وسليم ملؤها التضامن والتآخي والتعاون للتغلب على كل ما من شأنه أن يعرقل تحقيق الطموحات والأغراض
وهذا العنصر الإجتماعي يحظى بمكانة مقدسة ورمزية لأنه ينبوع الحياة كما سلف القول فالأمازيغي يرفض أن يذكر احد إسم زوجته باسمها الخاص وبشكل سيميلوجي يقول لها ضمن الحضور (الجماعة ) أبنائي(إحاموشن ) فهي ليست فردا عاديا بل هي أسرة وعائلة أي كونها هي المؤسسة لهذه الفخذة التي لعبت دورا مهما في حياة الفرد والجماعة واعتبرها الأمازيغ السر الذي ساهم في تطوير الحياة وبناء التاريخ سواء تعلق الامر بعملية تقسيم العمل أوتسيير الشؤون السياسية والإقتصادية- من خلال ظاهرة أسواق النساء –وممارسة الفنون الجميلة أما على مستوى الكفاح والمقاومة فتريخ طويل أشادت به مختلف الاشعار والروايات الشفوية حيث قال الشاعر :نشين إريفيان ذي مجهذان زيلبدا…… نجهاذ سفوس نغ جهذنت راتينيبا(1)
فظما ثوياغش شن مرا ثورو…شنا مرا ثكاس اعمار هلا وعرور(2)
لتأكيد الدور النضال للمراة الامازيغية حتى لا يقال أن دورها كان محصورا في المنزل بقدرما جاوز فضاءات أخرى منافسة الرجل الذي نظر للمرأة من زاوية انسانية وحضارية وليس جنسية أواستغلالية فلم يسئ إليها أبدا ولم يهينها أويقترف في حقها ما يمكن أن يتعارض مع القيم الإنسانية فكانت المجتماعات الامازيغية عبر التاريخ مجتماعات أمسية لا بطريركية لا يسودها الفكر الرجولي الذي ينظر للمرأة باعتبارها عنصر ناقص العقل والدين كما هوالشأن عند العرب الذين يقولون فيها عقولهن في فروجهن
إن النظرة الامازيغية الحضارية للمرأة حققت تحقيق المجتمع الأميسي الذي ساهم في تحرير المرأة وتكسير القيود عنها وتمتيعها بحقوقها وحريتها لتتمكن مع مرور الزمن باعتلاء الشؤون السياسية والعسكرية وقيادة الإنتفاضات ضد الأستبداد والجور وعلى سبيل الذكر :ديهيا – زينب النفزاوية- بويا- كنزة الأوربية -….إلى غير ذالك من الأميرات اللواتي غمرهن النسيان ولم يأت عليهن التاريخ الرسمي وظللن في المخيلات الشعبية أشكال ميتولوجية ترافق الحضور اليومي لتثبيت اللامفكر فيه :كتينهنان عند الطوارق بالنيجر
وحتى ما قبل التارخ يتأكد لنا الامر بأن المرأة الأمازيغية عا شت في مجتمع أمسي دون فكر رجولي يقيد حريتها ويمنعها من ممارست رغباتها وهذا يتبين من خلال أسماء الألهات كآلهت تنيت أومن خلا ل نسب الأبناء للأم بدل الأب إلى غير دالك من السيمات التي تفيد بأن الرجل الأمازيغي كان يقدر المرأة ويحترمها باعتبارها أختا وأما وليس جارية أوعبيدة ….وكان دوما يأخذ برأيها في شتى المواقف اليسيرة والعسيرة فأحيانا يرسل الأب الإبن ليشاور أه في ما قد يقرره الأب (روح شوار يماك)أو(روح سقسا يماك) - 3-بمعنى أن الإنفراد بالموقف دون مشاورة المراة غير وارد باعتبارها جزء من رأي المجتمع
وعلى مستوى آخر بفظلها حاولنا الحفاظ على جزء مهم من التراث الشعبي المحلي من خلال تكريسها للفن المادي والروحي والرمزي واعتناءها بكل أشكال الادب …الذي حاول قدر الإمكان أن يصون هويتنا الثقافية والتاريخية رغم مسخ التاريخ الرسمي
حتى صارة المرأة عند الامازيغ اكثر من الجنس والنوع وقد سوى بينها وبين الارض لاعتبارات الخصوبة والحياة والهوية والإنتماء لان الإنسان دون المرأة والأرض إنسان لا يحسب عليه عند الأمازيغ لأنه لا يمتلك مقومات الإنتماء والهوية فإذا كانت الأرض تمثل الوطن والهوية فإن المرأة هي من ينظم فوضى الرجل لذا فإن صح التعبير هي مقوده لأن الرجل دون المرأة حسب المثل الشعبي بالريف بدون رأس (أك أزجيف ئنك)(4)
فحسب كل مارأيناه المرأة عند المجتمعات الامزيغية قبل كل شيئ قيمة انسانية وليست جنسية أو رغباتية وهذا المنظور الحضاري والقراة المتفتحة هي نتاج وتتويج لتجربة تاريخية عاشها وعاصرها الأمزيغ منذ قرون وهي من ساهمت في ترسيخ بوادر المجتمع الامسي الذي قال إن المرأة ليس طابو بل هي قيمة منجة حضارية غير قاصرة كما يعتقد البعض الشي الذي كنا نرى الرجل والمرأة معا في الحقل وكل ما يطتلبه الشأن اليومي من كد وتفان وإخلاص ليعيشوا دوما في الحب والتآخي دون طلاق أوتنافر ….
فتاريخيا تبقى المرأة الأمازيغية عنصرا مقاوما مكافحا منتجا مبدعا وقد حملت كل معاني السيميولوجيا الدالة عن الخصوبة والمطر ليس مجاملة بل اعترافا بجميلها في سبيل الهوية الامازيغية فهي : عروس المطر القادرة على إحياء الارض بعد الجفاف والحروب والأوبئة .
فمن خلا النقش ونسج الزربية والحلي حاولت أن تعرف بحضارتنا خارج الحدود كما حاولت أن تقي هذه الحضارة من اليتم والتشتيت هي إذن المرأة الامازيغية وما أدراكماهي عنصرا حيويا يحب الحرية ويحب الإشراك في العمل دون أن يبقى على الهامش
لكن هذا الدور الريادي هو الذي كان يخيف النازيحون إلى بلاد الأقصى فأخذوهم جواري وسبايا خصوصا في عصر موسى ابن نصير كما تحكي المصادر التاريخية
وتعد إذن تحقيق المجتمع الأمسي وتمتيع المرأة بحقوقها امتلاك النظرة الحضارية للإنسان وايمانه بالآخر وتكريسه لإختلاف مع تجاوز الكبت بالثقافة انصياعا لأنا الأعلى حسب علم النفس
إذا خرجت الأمازيغية عليك في كامل زينتها فلا مكان لسواها من النساء .
وإذا ذكرت نساء الأمازيغ فما سواهم إماء النساء .
عرفت الأمازيغية قديما بجمالها ورونقها وكأنها زهرة في حديقة غناء تتخللها يراعات
وإذا ذكرت نساء الأمازيغ فما سواهم إماء النساء .
عرفت الأمازيغية قديما بجمالها ورونقها وكأنها زهرة في حديقة غناء تتخللها يراعات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق