عادات و تقاليد


لغات أمازيغية




الأمازيغية  أو Tamazight هي إحدى اللغات الأفريقية الحية، ويتحدث بها الأمازيغ وهم سكان شمال أفريقيا بالإضافة إلى بعض المدن الأوروبية نتيجة هجرة الأمازيغ إلى أوروبا خاصة إلى فرنسا حيث يشكل الأمازيغ الجزائريون والمغاربة شريحة مهمة من المهاجرين وأيضا في هولندا وبلجيكا وألمانيا حيث يشكل الأمازيغ المغاربة أحد الشرائح البارزة فيها. كما أن الغوانش في جزر الكناري كانوا يتحدثون بالأمازيغية قبل أن يقضي الاستعمار الإسباني على اللغة الأمازيغية فيها. والغوانش على الرغم من كونهم قد أصبحوا إسبانيي اللغة إلا أنهم ما يزالون يرون أنفسهم أمازيغيين ويسعى الكثير منهم إلى إحياء ودعم اللغة الأمازيغية في جزر الكناري. من أشهر ملوك الامازيغ القدامى الذين تكلموا الأمازيغية: يوغرطة وشوشناق وماسينيسا ويوسف بن تاشفين.

 العائلة اللغوية


اللغة الأمازيغية هي لغة شمال أفريقية حسب جل الباحثين أي لغة حامية. وعلى العموم فإن الأمازيغية هي لغة حامية كالمصرية القديمة وغيرها من اللغات الحامية، حسب الاتجاه السالف الذكر. ويذهب الباحث اللساني الدكتور محمد المدلاوي في مقال له حول مبادئ المقارنة اللغوية السامية الحامية منشور في العدد الأول من مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة-المملكة المغربية، إلى إمكان اعتبار الأمازيغية متفرعة مباشرة من اللغات السامية، وأن بالإمكان الوصول إلى إعادة بناء اللغة السامية الأم انطلاقا من المقارنة بين اللغة العربية القديمة واللغة الأمازيغية، وقدم لذلك أمثلة عديدة، ومنهجية علمية دقيقة للتوصل إلى إعادة بناء الإرث المشترك بين اللغتين. غير أن بعض الباحثين كأحمد بوكوس يرون أن الأمازيغية ليست حامية ولا سامية وإنما لغة مستقلة بذاتها ويرى كارل برسه أن الأمازيغية لغة متأثرة باللغات الأفريقية الآسيوية أي الحامو-سامية وأن الكلمات المشتركة بين اللغات الأفريقية الآسيوية هي ثلاثمائة كلمة، وهذا يعني أنه ليس هناك من علاقة جذرية بين هاتين المجموعتين.


إذا كان الخلاف قائما حول العلاقة اللغوية بين العربية والأمازيغية، فإن التفاعل اللغوي بين العربية والأمازيغية يتضح بجلاء بعد الفتح الإسلامي، فبعض الأمازيغ تعربوا، وبعض العرب تمزغوا، أما الأمازيغ غير المعربين فيستعملون كلمات عربية خصوصا في مجال الدين والعبادات إضافة إلى كلمات لاتينية في مجال التجارة والعمل. كما أن تأثير الأمازيغية في اللهجات العربية المغاربية واضح بجلاء صوتا وصرفا وتركيبا ودلالة، وذلك نتيجة قرون طويلة من التفاعل بين اللغتين على ألسنة الساكنة المحلية عربية كانت أو أمازيغية.

 اللهجات الأمازيغية


عن الأمازيغية 9 لهجات أو تنوعات أساسية، أما بقية اللهجات فهي شبه متطابقة فيما بينها. وكل هذه اللهجات تتحد في القاعدة اللغوية المشتركة بينها ويمكن للناطق بأحد اللهجات الأمازيغية أن يتعلم اللهجة الأخرى في أيام إذا كان يتقن لهجته الأم كما يرى الباحث المستمزغ الفرنسي أندري باسيه. ولقد بدأ العمل على معيرة اللغة الأمازيغية حتى يصطلح الناطقون على لغة موحدة تمهيدا لالاعتراف الرسمي باللغة الأمازيغية الذي يطالب به الأمازيغ في المغرب والجزائر ومالي والنيجر.


وأهم لهجاتها:

* اللهجة الشاوية (الجزائر)
* اللهجة القبائلية (الجزائر)
* اللهجة الزناتية (الجزائر، المغرب)
* اللهجة السوسية (المغرب)
* اللهجة الريفية (المغرب)
* اللهجة الأطلسية (المغرب)
* اللهجة المزابية (الجزائر)
* اللهجة الشناوية (الجزائر)
* اللهجة الزوارية (ليبيا)
* اللهجة النفوسية (ليبيا)
* اللهجة الغدامسية (ليبيا)
* اللهجة السيويه (مصر)


 تأثير الأمازيغية على اللهجات المغاربية


أن العربية والأمازيغية تمازجتا وتكونت منهما اللغة الدارجة إلا أنه يجب أن ننبه إلى أن هناك كثيرا من المفردات الأمازيغية دخلت إلى العربية بحيث نجد علماء اللغة العربية وواضعي القواميس لا يشيرون إطلاقا إلى ذلك إلا في الحالات النادرة جدا بل يضفون الطابع العربي المحض على ذلك بالرغم من أن الكثير من هذه الألفاظ وخاصة المنحوت منه لا يستطيعون طمسه وإخفاء حقيقة أصله الأمازيغي. نجد في بعض القواميس العربية يذكرون الأصل الفارسي واليوناني وحتى السرياني إلى غير ذلك من اللغات بالرغم من التمازج الحضاري بين المشرق والمغرب وأربعة عشر قرنا من الإسلام ֵغزوات للأندلس والخلافة الفاطمية وأحداث كثيرة إلا أن التعصب وعقدة التفوق أضاع الأمانة العلمية[بحاجة لمصدر] بل نجد الكثير في عصرنا هذا يستعملون كل الحجج والبراهين لإثبات أن الألفاظ الأمازيغية أصلها عربية ونسوا أن واضع أقدم قاموس عربي (لسان العرب) هو ابن منظور ألم يتأثر هدا بيئته الأمازيغية لقد ذكر الأقدمون بعض ألألفاظ الأمازيغية التي دخلت إلى اللغة العربية ومنهم " جلال الدين السيوطي"، وتجدر الإشارة إلى أن لهجات الشمال الأفريقي أو اللهجات العربية المغاربية متأثرة بشكل كبير باللغة الأمازيغية، ويظهر ذالك في الأسماء والكلمات الأمازيغية التي تستعمل في اللهجات العربية المغاربية، بل حتى أن الطبيعة المورفولوجية للهجة المغاربية ومن أمثلة التأثير في اللهجات العامية هو قواعد النحو: النسبة للإضافة ففي العربية تتم من غير أداة وإنما بالإعراب مثل " أموال محمد " بينما في الدارجة نقول " المال نتاع محمد " (نتاع = أداة إضافة) وتنطبق تماما على صيغة الإضافة في الأمازيغية " آقل ن موحند ".


و الملاحظة أيضا أن النفي في الدارجة هو نفسه في الأمازيغية، ينفي الفعل بوضعه بين وحدتين "أور"... مثل (أور سويغ شا) في الأمازيغية، (ما شربت ش) في الدارجة بينما ينفي في العربية بأدوات تسبق الفعل (لم، لا، لن حسب الحالات) والملاحظ أيضا أن شبه الجملة في العربية الدارجة تنفي مثل الفعل لأن في الأمازيغية الفعل وشبه الجملة ينفيان بنفس الطريقة مثل " أور غري ش) بينما في العربية الفصحى تنفي بالأداة " ليس".


كما لا يوجد مثنى في الدارجة مثل ألأمازيغية تماما مثل " شربو = سوث " لاثنين أو أكثر بينما في الفصحى يفرق بين المثنى والجمع " أشربا للاثنين وأشربو ا لأكثر ".

الأمازيغية في الواقع الأمازيغي


اللغة الأمازيغية لغة قائمة في حد ذاتها وهذا ما أشارت اليه الأبحاث الأخيرة وخاصة في منطقة الطاسيلي في الجزائر وبعد التحليلات الكربونية للرسوم القديمة إتضح أنها تعود إلى العصر الحجري القديم 30.000سنة وحسب ما أكده المؤرخ الإنجليزي كارل بيرنارس أن ظهور اللغة الأمازيغية يعود إلى 10.000سنة ق.م واللغة العربية إلى 100سنة قبل ميلاد محمد دليل أن اللغة الأمازيغية لغة قديمة قائمة في حد ذاتها أما من إتجه للأصول الأروبية والعربية للأمازيغ وذلك لعدة أسباب سياسية ولتحطيم اللغة الأمازيغية وباعتبار ثمازغا بوابة أفريقيا وتصديها للاحتلالات المتعاقبة على مر العصور مما نتج عنه تزييف التاريخ الأمازيغي من طرف المؤرخين العرب والأروبيين نظرا لغياب الموضوعية لدى الؤرخين العرب في حدذاتهم إلى إنساب اللغة الأمازغية للعربية فهذا الغطاء إعتبره المؤرخون الأروبيون مهزلة تارخية وهدفها السياسي واضح وخاصة ما قدمته الأبحاث الحديثة في مركز الأبحاث في المغرب الأقصى إلى الرزمة الوراثية للأمازيغ e3b2 وهي الصفة السائدة لدى سكان شمال أفريقيا أما اللغة العربية فهي لغة دخيلة على السكان بدافع الدين الإسلامي ومع مرور الزمن ستختفي تلك العلاقة ليعرفها العرب والأمازيغ المعربين في حد ذاتهم أنها لغة لا علاقة لها بالعربية أبدا والمثل على ذلك (الفارسية -العربية) (الأصل - الفرع) ولماذا لا يوجد الشبه في اللغتين الأمازيغية والعربية اللغة الأمازيغية تختلف من حيث (النطق والكتابة) أما بالنسبة للفنيقية فتاريخها يحكي عن هجرة الملكة الفنيقية (زانوبيا) إلى شمال أفريقيا والتي طلبت من الملك (أيل ماس) أن يعطيها قطعة أرض مطلة على البحر لبناء مركز تجاري كبير بضمان تقاسم المداخيل ونظرا لما اشتهر به الفنيقيون بالملاحة والمبادء السامية للملك (أيل ماس) تم اسكان الفنقيين والمعاملة معهم التي أسفرت على تبني الفنقيين اللغة الأمازيغية مع إدراج مصطلحات فنيقية لتتشكل مع الوقت اللغة البونيقية التي اعتمدت على الكتابة الأمازيغية (تيفيناغ) في كتابتها ويشهد الأمازيغ كما يشهد العديد من المؤرخين الأروبيين وخاصة المصدر (هيرودوت) أن الند الوحيد للإغريق هم الأمازيغ وذلك من خلال المتيولوجيات الأمازغية التي تبنها الإغريق كالاله (أطلس، بوسيدون، أثينا، زيوس(آمون الأمازيغي) والفن المعماري لدى الأمازيغ الذي كان شبيها بالفن المعماري الإغريقي (اليونانيين) أعمدة هيراكل الأمازيغي مثل ما أشار إليه الفيلسوف أفلاطون.
الكتابة الأمازيغية.

بعض حروف من تافيناغ
تجدر الأشارة إلى أن كتابة التيفيناغ استعملها الطوارق في حين كتب الأمازيغ بكتابات أخرى، ولايوجد دليل على أن التيفناغ كان خطا خاصا بلأمازيغ. كما أن التيفناغ هو نفسه الخط الموصوف في كتاب ابن النديم الفهرست وقد نسبه إلى الحبشة أي إثيوبيا، حيث أنه قال: وأما الحبشة، فلهم قلم حروفه متصلة كحروف الحميري يبتدئ من الشمال إلى اليمين، يفرقون بين كل اسم منها بثلاث نقط ينقطونها كالمثلث بين حروف الاسمين وهذا مثال الحروف وكتبتها من خزانة المأمون، غير الخط. هكذا يتضح أن تيفيناغ ينتمي مجموعة الخطوط البدائية العربية التي ينتمي إليها خط المسند أو القلم الحميري الخط العربي القديم، هذا وقدم ابن النديم على أن النقط استخدمت كفواصل بين الكلمات في خط الحبشة، لكنها في خط ثمود (خط عربي قديم) رمزت إلى حرف العين نقطة ونقطتين وثلاث نقط وأربع نقط حسب الاكتشاف الأثري وفي بعضها رمز إلى حرف العين عند ثمود بدائرة صغيرة كما في الخط السبئي.


كما أن علم الجينات أثبت أن 62 في المائة من طوارق النيجر لا يختلفون في جيناتهم عن باقي سكان النيجر و 9 في المائة فقط منهم يحملون الجين المميز للبربر E1b1b1b = M81 وهو عند بربر مزاب بالجزائر بنسبة 80 في المائة، وعند بربر الأطلس المتوسط بالمغرب بنسبة 71 في المائة، وعند بربر الأطلس الكبير مراكش 72 في المائة، هذا يعني أن من ذاب جنسهم في الجنس النيجري بهذا الشكل لا يمكن أن يحفظ كتابة، أو أن لا يستعمل كتابة أخرى.

 استعمال تيفيناغ عند الأمازيغ


لقد تعطلت الكتابة بأبجدية تيفيناغ في معظم شمال أفريقيا بعد أن اختار الأمازيغ طوعا أو كرها الخط اللاتيني، غير أن الأمازيغ المسمون بالطوارق حافظوا على هذه الكتابة.


تيفيناغ بالإضافة إلى أنه كتابة تدوين فهو أداة زينة وتجميل، فهو يظهر مزينا للزرابي الأمازيغية التي ذاع سيطها، كما أنه كتابة تزين حلي الأمازيغ إلى يومنا هذا عند الطوارق، وهو جزء من الأشكال الزخرفية للحناء كما يبدو في صفحة الإشهار للإذاعة المغربية أ.ت.م.، وحتى في الوشم عند الأمازيغ.


تيفيناغ القديم هو كتابة صامتة شأنها شأن الفينيقية القديمة والعبرية والعربية، غير أن اختيار المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب لهذا الخط جعله يحضى باهتمام العديد من الباحثين الناشطين في الحقل الأمازيغي، وذلك لتطويره وجعله قادرا على مسايرة العصر، وبالفعل فقد خرج المعهد بكتابة تيفيناغ عصرية حاول استيعاب مجمل الحروف التي تستعملها مختلف اللهجات، ولقد نال تيفيناغ اعتراف منظمة الأيسوا، ويبدو أن هذا المجهود كان على مستوى دولي، إذ ساهم فيه المغاربة والجزائريون والليبيون والماليون والكنديون.

أصــل الأمــــــازيـغ




يعتبر البحث في الأصول التاريخية للأمازيغ أمرا صعبا نظرا للاختلافات العديدة حول نسبتهم، وإذا
كان الأمر كذلك على مستوى الأصول، فهو مختلف إذا تعلق بمسألة التسمية التي تبدو أكثر وضوحا. التسمية كلمة أمازيغ مفرد تجمع على "إيمازيغن" ومؤنثه "تمازغيت" وجمع المؤنث "تمازغيين". ويحمل هذا اللفظ في اللغة الأمازيغية معنى الإنسان الحر النبيل أو ابن البلد وصاحب الأرض، وتعني صيغة الفعل منه غزا أو أغار، ويجعلها بعضهم نسبة لأبيهم الأول "مازيغ". وقد وردت كلمة "مازيغ" في نقوش المصريين القدماء وعند كتاب اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب القديمة التي عاصرت الأمازيغيين.
وتختلف اللهجات ذات الأصول الأمازيغية في نطق هذا اللفظ فهو عند طوارق مالي "أيموهاغ" بقلب الزاي هاء، وعند طوارق منحنى نهر النيجر الغربي "إيموشاغ"، أما في أغاديس بالنيجر فينطقونه "إيماجيغن"، والمقصود بجميع هذه التصحيفات إنما هو "أمازيغ". أما اسم البربر أو البرابرة فأصله لاتيني ويعني المتوحشين أو الهمجيين، ويظهر أن أول إطلاق له على السكان الأصليين لهذه المنطقة كان من قبل الرومان في غزواتهم المعروفة لبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. وشاع إطلاق لفظ "البربر" على ألسنة الناس، وإن كان عدد من مثقفي الأمازيغ لا يتبنى هذه التسمية ويرى فيها سلبيات عهود ظلم قديم لحق بالأمازيغي عبر التاريخ. وقد كان الإغريق يسمون كل من لا يتكلم الإغريقية "برباروس"، واستعاره الرومان وأطلقوه على كل الأجانب ومنهم الأمازيغ الذين كانوا خارجين تاريخيا عن سيادة الرومان، فهي تسمية جاءت من الخارح ولم يخترها الأمازيغ لأنفسهم. وإذا كانت دلالة مصطلح أمازيغ اللغوية تعني الرجل والإنسان الحر، فإن الدلالة التاريخية تحيل إلى "أمازيغ" الأب الروحي للبربر أو الأمازيغ. وهذا ما ذهب إليه ابن خلدون في تحديد نسب الأمازيغ بقوله "والحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره في شأنهم أنهم من ولد كنعان بن حام بن نوح وأن اسم أبيهم أمازيغ". " يرى البعض أن أصل الأمازيغ يعود إلى أوروبا، إذ ثمة معطيات لغوية وبشرية تشير إلى أن الإنسان الأمازيغي له صلة بالجنس الوندالي المنحدر من ألمانيا حاليا " الأمازيغ وإشكالية الأصل الأمازيغ أو البربر مصطلحان يستعملان في الغالب للدلالة على السكان الأصليين الذين قطنوا شمال أفريقيا. وتبرز في مجال البحث حول الأصول التاريخية للأمازيغ اتجاهات عديدة: 1- الأصل الأوروبي أولها أولئك الذين تأثروا باتجاهات المدارس الغربية، ويرون أن أصل الأمازيغ إنما يتأصل في أوروبا، إذ ثمة معطيات لغوية وبشرية تشير إلى أن الإنسان الأمازيغي له صلة بالجنس الوندالي المنحدر من ألمانيا حاليا، وسبق له أن استعمر شمال أفريقيا. ويستند هذا الطرح إلى وجود تماثلات لغوية بين الأمازيغية ولغة الوندال الجرمانية من جهة، وإلى التشابه الذي يوجد بين بعض ملامح البربر والأوروبيين مثل لون العيون والشعر من جهة أخرى. وذهب البعض إلى أنهم من نسل الغاليين (gaulois) أو الجرمان الذين أتوا مع الفيالق الرومانية أو الوندال، وهو أمر لا يمكن التسليم به لكون هذا النمط من البربر عاش في تلك المناطق قبل الوجود الروماني. ومن ناحية أخرى لا يمكن التسليم داخل نفس الأسرة العرقية بذلك للاختلافات الحاصلة من باب التمثيل فقط بين بربر إقليمي القبائل وجبال الأوراس، بين من قامتهم متوسطة أو قصيرة وبينهم عدد كبير من الشقر، وبين أهل "مزاب" مثلا ذوي الشعور والعيون السود، أو بينهم وبين الطوارق. 2- الأصل المحلي ويميل اتجاه آخر إلى بناء وجهة نظره على بعض الكشوفات الأركيولوجية والأنثربولوجية، إذ يفترض أنه تم العثور على أول إنسان في التاريخ في بعض مناطق أفريقيا (مثل كينيا وبتسوانا)، وبالتالي فالإنسان الأمازيغي لم يهاجر إلى شمال أفريقيا من منطقة ما ولكنه وجد فيها منذ البداية، والإنسان الذي عثر عليه يترجح أن يكون من السكان القدامى. 3- الأصل العربي ويذهب اتجاه آخر إلى ربط سكان هذه المنطقة بالمشرق وجزيرة العرب، حيث إنهم نزحوا من هناك إلى شمال أفريقيا نتيجة لحروب أو تقلبات مناخية وغيرها. ونقض ابن خلدون الآراء التي تقول إن البربر ينتمون إلى أصول عربية تمتد إلى اليمن أو القائلة إنهم من عرب اليمن، خصوصا قبائل بربرية مثل "هوارة وصنهاجة وكتامة" أكثر القبائل الأمازيغية ادعاء للعروبة. وينفي ابن خلدون نسبة البربر إلى العرب عبر اعتبارهم كنعانيين من ولد كنعان بن حام بن نوح، فالكنعانيون ليسوا عربا، وليسوا من أبناء سام. ويرفض كثير من المعاصرين نسبة البربر إلى العرب، ويؤكدون أن العرق الأمازيغي أحد الأعراق القديمة وأنه سابق للوجود العربي، وذلك استنادا إلى دراسات تفيد بأن أقدم الشعوب فوق الأرض 32 شعبا منها البربر، ولا وجود للعرب آنذاك. ويميل اتجاه آخر إلى القول باقتران ظهور اللغة الأمازيغية مع ظهور الإنسان القفصي (نسبة إلى قفصة بتونس) في الفترة بين عامي 9000 و6000 قبل الميلاد، وربما هجر الأمازيغ منبت الشعوب الأفراسية (في إثيوبيا وما جاورها) إلى شمال أفريقيا بعد أن دخلت المنطقة الأصل في موجة من التصحر، وتطورت اللغة الأفراسية مع الوقت إلى أمازيغية في شمال أفريقيا. وفي دراسة للباحث الفرنسي (Dr Ely Le Blanc) كشف أنه من خلال تنوع النمط العرقي يمكن القول إن شعب البربر قد تألف من عناصر غير متجانسة، انضم بعضها إلى بعض في أزمنة تاريخية مختلفة وتفاوتت درجة تمازجها، لكن يبدو من الصعب تحديد الفرع الذي ينتسبون إليه ومن أين أتوا. ولا يمكن تقرير شيء مؤكد فيما يتعلق بالأصول الأجناسية واللسانية للبربر، ويجب الاكتفاء بالقول إن البربر اسم يطلق على أقدم السكان المعروفين عند بداية الأزمنة التاريخية في الشمال الأفريقي وكانت لهم علاقات بالفراعنة المصريين، أحيانا سلمية وأحيانا حربية. وهم نفسهم الذين وجدهم الفينيقيون واليونان الذين استقروا في "برقة"، والقرطاجيون والرومان. واللغة التي كانوا يتكلمونها لا تزال هي اللغة التي يتكلم بها عدد من القبائل الأمازيغية اليوم. وضمن كل هذه الاتجاهات يسعى الأمازيغ إلى التأكيد عل استقلالية لغتهم وأصولهم التاريخية باعتبارها رموزا للهوية الأمازيغي ...


















2010-12-04


المرأة الأمازيغية

ان الباحث في الشأن الإجتماعي الأمازيغي وفي سوسيولوجية مجتمعاته القديمة لا بد أن يخلص ببحثه إلى مجموع من المقومات الأساسية التي تنبني عليها الحياة اليومية عند الأمازيغ ألاوهي :الأرض (تمورث) والمرأة(تمغارث)وبدون هذين الإثنين لا وجود لمعنى الرجل:(أمغار)من خلال هذه المعادلة الامازيغية يتضح لنا وبكل جلاء على أن للمرأة دورا بارزا ومهما عبر كل مسارات الحياة بمختلف أوجهها وتوجهاتها. فهي ليست عنصرا ثانويا أوتكميليا
بقدرما هي الحياة ذاتها على مستوى جميع المجالات كما يراها أخاها الرجل مادامت تنتج وتعمل وتربي وتعلم وتساهم في جميع الانشطات الحيوية من حرث وزرع وخزف وزربية ونقش …..ولم ينظر إليها الرجل هذه النظرة الحداثية حتى وجدها تقوم بنفس المهام التي يقوم بها الرجل نفسه. الشي الذي لم تسول له نفسه التنكر لمهامها واعمالها الجبارة بل حاول الإشادة بما تقوم به وتنهى عليه لتستمر الحياة بشكل طبيعي وسليم ملؤها التضامن والتآخي والتعاون للتغلب على كل ما من شأنه أن يعرقل تحقيق الطموحات والأغراض
وهذا العنصر الإجتماعي يحظى بمكانة مقدسة ورمزية لأنه ينبوع الحياة كما سلف القول فالأمازيغي يرفض أن يذكر احد إسم زوجته باسمها الخاص وبشكل سيميلوجي يقول لها ضمن الحضور (الجماعة ) أبنائي(إحاموشن ) فهي ليست فردا عاديا بل هي أسرة وعائلة أي كونها هي المؤسسة لهذه الفخذة التي لعبت دورا مهما في حياة الفرد والجماعة واعتبرها الأمازيغ السر الذي ساهم في تطوير الحياة وبناء التاريخ سواء تعلق الامر بعملية تقسيم العمل أوتسيير الشؤون السياسية والإقتصادية- من خلال ظاهرة أسواق النساء –وممارسة الفنون الجميلة أما على مستوى الكفاح والمقاومة فتريخ طويل أشادت به مختلف الاشعار والروايات الشفوية حيث قال الشاعر :نشين إريفيان ذي مجهذان زيلبدا…… نجهاذ سفوس نغ جهذنت راتينيبا(1)
فظما ثوياغش شن مرا ثورو…شنا مرا ثكاس اعمار هلا وعرور(2)
لتأكيد الدور النضال للمراة الامازيغية حتى لا يقال أن دورها كان محصورا في المنزل بقدرما جاوز فضاءات أخرى منافسة الرجل الذي نظر للمرأة من زاوية انسانية وحضارية وليس جنسية أواستغلالية فلم يسئ إليها أبدا ولم يهينها أويقترف في حقها ما يمكن أن يتعارض مع القيم الإنسانية فكانت المجتماعات الامازيغية عبر التاريخ مجتماعات أمسية لا بطريركية لا يسودها الفكر الرجولي الذي ينظر للمرأة باعتبارها عنصر ناقص العقل والدين كما هوالشأن عند العرب الذين يقولون فيها عقولهن في فروجهن
إن النظرة الامازيغية الحضارية للمرأة حققت تحقيق المجتمع الأميسي الذي ساهم في تحرير المرأة وتكسير القيود عنها وتمتيعها بحقوقها وحريتها لتتمكن مع مرور الزمن باعتلاء الشؤون السياسية والعسكرية وقيادة الإنتفاضات ضد الأستبداد والجور وعلى سبيل الذكر :ديهيا – زينب النفزاوية- بويا- كنزة الأوربية -….إلى غير ذالك من الأميرات اللواتي غمرهن النسيان ولم يأت عليهن التاريخ الرسمي وظللن في المخيلات الشعبية أشكال ميتولوجية ترافق الحضور اليومي لتثبيت اللامفكر فيه :كتينهنان عند الطوارق بالنيجر
وحتى ما قبل التارخ يتأكد لنا الامر بأن المرأة الأمازيغية عا شت في مجتمع أمسي دون فكر رجولي يقيد حريتها ويمنعها من ممارست رغباتها وهذا يتبين من خلال أسماء الألهات كآلهت تنيت أومن خلا ل نسب الأبناء للأم بدل الأب إلى غير دالك من السيمات التي تفيد بأن الرجل الأمازيغي كان يقدر المرأة ويحترمها باعتبارها أختا وأما وليس جارية أوعبيدة ….وكان دوما يأخذ برأيها في شتى المواقف اليسيرة والعسيرة فأحيانا يرسل الأب الإبن ليشاور أه في ما قد يقرره الأب (روح شوار يماك)أو(روح سقسا يماك) - 3-بمعنى أن الإنفراد بالموقف دون مشاورة المراة غير وارد باعتبارها جزء من رأي المجتمع
وعلى مستوى آخر بفظلها حاولنا الحفاظ على جزء مهم من التراث الشعبي المحلي من خلال تكريسها للفن المادي والروحي والرمزي واعتناءها بكل أشكال الادب …الذي حاول قدر الإمكان أن يصون هويتنا الثقافية والتاريخية رغم مسخ التاريخ الرسمي
حتى صارة المرأة عند الامازيغ اكثر من الجنس والنوع وقد سوى بينها وبين الارض لاعتبارات الخصوبة والحياة والهوية والإنتماء لان الإنسان دون المرأة والأرض إنسان لا يحسب عليه عند الأمازيغ لأنه لا يمتلك مقومات الإنتماء والهوية فإذا كانت الأرض تمثل الوطن والهوية فإن المرأة هي من ينظم فوضى الرجل لذا فإن صح التعبير هي مقوده لأن الرجل دون المرأة حسب المثل الشعبي بالريف بدون رأس (أك أزجيف ئنك)(4)
فحسب كل مارأيناه المرأة عند المجتمعات الامزيغية قبل كل شيئ قيمة انسانية وليست جنسية أو رغباتية وهذا المنظور الحضاري والقراة المتفتحة هي نتاج وتتويج لتجربة تاريخية عاشها وعاصرها الأمزيغ منذ قرون وهي من ساهمت في ترسيخ بوادر المجتمع الامسي الذي قال إن المرأة ليس طابو بل هي قيمة منجة حضارية غير قاصرة كما يعتقد البعض الشي الذي كنا نرى الرجل والمرأة معا في الحقل وكل ما يطتلبه الشأن اليومي من كد وتفان وإخلاص ليعيشوا دوما في الحب والتآخي دون طلاق أوتنافر ….
فتاريخيا تبقى المرأة الأمازيغية عنصرا مقاوما مكافحا منتجا مبدعا وقد حملت كل معاني السيميولوجيا الدالة عن الخصوبة والمطر ليس مجاملة بل اعترافا بجميلها في سبيل الهوية الامازيغية فهي : عروس المطر القادرة على إحياء الارض بعد الجفاف والحروب والأوبئة .
فمن خلا النقش ونسج الزربية والحلي حاولت أن تعرف بحضارتنا خارج الحدود كما حاولت أن تقي هذه الحضارة من اليتم والتشتيت هي إذن المرأة الامازيغية وما أدراكماهي عنصرا حيويا يحب الحرية ويحب الإشراك في العمل دون أن يبقى على الهامش
لكن هذا الدور الريادي هو الذي كان يخيف النازيحون إلى بلاد الأقصى فأخذوهم جواري وسبايا خصوصا في عصر موسى ابن نصير كما تحكي المصادر التاريخية
وتعد إذن تحقيق المجتمع الأمسي وتمتيع المرأة بحقوقها امتلاك النظرة الحضارية للإنسان وايمانه بالآخر وتكريسه لإختلاف مع تجاوز الكبت بالثقافة انصياعا لأنا الأعلى حسب علم النفس
إذا خرجت الأمازيغية عليك في كامل زينتها فلا مكان لسواها من النساء .
 وإذا ذكرت نساء الأمازيغ فما سواهم إماء النساء .
عرفت الأمازيغية قديما بجمالها ورونقها وكأنها زهرة في حديقة غناء تتخللها يراعات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes تعريب : ق,ب,م